غوتيريش : لا بديل عن حل الدولتين

19 سبتمبر 2019
غوتيريش : لا بديل عن حل الدولتين

في مؤتمر صحافي شامل بمناسبة افتتاح الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن عالم اليوم يواجه تحديات كبرى تتعلق بالتغير المناخي والفقر والنزاعات المسلحة. وقد راجع الأمين العام في مؤتمره السنوي أهم التحديات التي تواجه الأمم المتحدة هذه الأيام وخاصة ما تشهده منطقة الخليج من توترات حقيقية. وقال إن السلام والأمن الدوليين مازالا يتعرضان للتهديد بسبب التغير المناخي من جهة والتوترات في العلاقات الدولية من جهة أخرى.

وقال إن التعاون الدولي والعمل الجماعي متعدد الأطراف مطلوب الآن اكثر من أي وقت مضى. وليس المطلوب منا عرض خطب بليغة بل تقديم حلول عملية لمشاكل اليوم. فالعالم يتطلع إلى الأمم المتحدة كمركز للتغيير الإيجابي وعلينا أن نرد على طموحات الشعوب بالعمل وإظهار الأمم المتحدة كمركز للتغيير لمصلحة الشعوب. وقال إن هناك حروبا تجارية وحروبا معلنة وحروبا غير معلنة وهناك بؤر توتر ونزاع من اليمن إلى ليبيا ومن سوريا إلى أفغانستان ومن الخليج إلى فلسطين وإسرائيل.

حل الدولتين

وردا على سوال لـ”القدس العربي” حول نظام العقوبات الذي تفرضه الأمم المتحدة على الدول التي تنتهك القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، إذ طبقت تلك العقوبات على العديد من الدول إلا دولة واحدة بقيت فوق المساءلة هي إسرائيل، قال الأمين العام “الجواب عن السوال بسيط جدا وهو أن مجلس الأمن هو صاحب القرار في فرض العقوبات على منتهكي القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن. ولذلك نسمع دائما عن استخدام الفيتو الذي يحمي أحيانا من ينتهك القانون الدولي. الأمر ليس في يد الأمانة العامة أو الأمين العام بل بشكل مطلق في يد المجلس. الأمم المتحدة هي هكذا. هذا هو الميثاق. وضع الإجراءات العقابية في يد أعضاء مجلس الأمن وليس في يد الأمين العام”.

وردا على سؤال ثان لـ”القدس العربي” حول ما إذا كان الأمين العام يعتقد أن حل الدولتين ما زال خيارا قابلا للتطبيق- وهل هذا الحل فعلا ما زال ممكنا أم أن الفرصة ولت منذ زمن؟ قال غوتيريش “نعم هناك خطوات أحادية أضرت بحل الدولتين لكنني مقتنع تماما ألا بديل عن حل الدولتين. للأسف ليس عندنا الخطة “ب”. وأنا مازلت مؤمنا بأن حل الدولتين ممكن. صحيح صعب لكن ليس أمامنا أي بديل آخر”.

وعن تأخر منح الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف تأشيرة لدخول الولايات المتحدة للمشاركة في دورة أعمال الجمعية العامة الحالية، قال غوتيريش إن مكتبه يتابع الموضوع مع الدولة المضيف لحل مشاكل التأشيرة للوفد الإيراني.

هجمات أرامكو

وردا على سؤال حول ما إذا كان ضرب المنشآت النفطية السعودية يصنف على أنه “عدوان”، قال غوتيريش “هو ليس خطوة سلام بالتأكيد حتى الذين تبنوا العملية وصفوها بأنها رد على عدوان أي أنهم صنفوها نوعا من العدوان وليس نوعا من السلام”.

وقال الأمين العام إن خبراء الأمم المتحدة المعنيين باليمن حسب القرار 2231 (2015) والمكلفين بمراقبة حظر السلاح قد غادروا مقر الأمم المتحدة وتوجهوا إلى السعودية للتحقيق في مسألة استهداف منشآت النفط التابعة لأرامكو. وأضاف “أود أن أكرر إدانتي الشديدة لهذا الحادث الذي سيزيد من حدة التوتر في المنطقة”. وقال إن تقرير الخبراء يرفع لمجلس الأمن ومجلس الأمن هو الذي يقرر ما إذا كان سينشر نتائج التحقيق أم لا. وأشار إلى أن مثل هذا الحادث قد يؤثر على إجراءات الثقة المطلوب اتخاذها في اليمن كما نصت على ذلك اتفاقية ستوكهولم، مضيفا “هذه مهمة مجلس الأمن ونحن نصر على الاستمرار في الجهود الأممية في اليمن والحديدة خاصة بسبب معاناة الشعب اليمني”.

التغير المناخي

وحول التغير المناخي قال إن “منطقة الساحل الأفريقي على سبيل المثال تتعرض لسنوات من الجفاف، والجفاف يجبر العديد من القبائل على التحرك نحو الجنوب، نحو مناطق مختلفة عرقيا وربما دينيا، وهو ما يسبب النزاع ويسهل تحركات الإرهابيين. فإذن كثير من النزاعات قد تعزى لأسباب تتعلق بالمناخ والجفاف ونقص المصادر الطبيعيىة خاصة للمزارعين ورعاة المواشي كما حدث في دارفور”.

معسكرات الاعتقال في الصين

وحول معسكرات الاعتقال في الصين الشعبية وخاصة من المسلمين، قال الأمين العام إنه صرح علنا ومن نفس الصين بضرورة احترام جميح حقوق الإنسان في الصين وغير الصين وتتضمن الدعوة كل ما من شأنه أن يسبب انتهاكات حقوق الإنسان.

الأزمة السورية

وحول الوضع في سوريا، قال إنه يأمل أن يتم اجتماع أعضاء اللجنة الدستورية بعد أن تم التوافق عليها مؤخرا. فقد يعلن قريبا غير بيدرسون، المبعوث الخاص لسوريا، عن نيته لعقد اجتماعه الأول للجنة الدستورية بعد أن تم التفاهم حول تركيبتها.