نتنياهو يواجه خطر السجن والإعتزال السياسي

21 سبتمبر 2019

تؤكد النتائج شبه النهائية للاقتراع التشريعي التي أعلنتها لجنة الانتخابات المركزية في إسرائيل أمس الجمعة، المأزق السياسي الذي يعيشه رئيس الوزراء الأطول خدمة في إسرائيل بنيامين نتنياهو، ومن المتوقع ألا يواجه نتنياهو فقط النهاية المحتملة لموقعه في السياسة، بل هناك احتمال أن يدخل السجن أيضا، بعد مثوله أمام المحكمة لمواجهة التهم التي وجهت إليه من الرشى والفساد إلى الاحتيال وخيانة الأمانة.

وأعلنت القناة التلفزيونية الـ13 الإسرائيلية، أن نتنياهو يكثف جهوده منذ أشهر باتصالات سرية للحصول على عفو عام من الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، مقابل اعتزاله السياسة.

وأكدت القناة العبرية أن النائب العام الإسرائيلي، أفيخاي مندلبليت، سيرفض هذا الاقتراح وبشكل حاسم، باعتبار أن هذا القرار يتجاوز القانون. هذا ومن المتوقع أن تبدأ محاكمة نتنياهو بعد جلسة الاستماع الأولى المقرر عقدها في أول أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وحصل تحالف “أزرق أبيض” الوسطي بزعامة رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق بيني غانتس على 33 مقعدا مقابل 31 لحزب الليكود اليميني بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته. لكنّ لا يملك أياً منهما طريقا واضحا لتشكيل ائتلاف أغلبية.

وفي اعتراف واضح الخميس، أقر نتنياهو البالغ من العمر 69 عاما، بأنه غير قادر على تشكيل تحالف يميني من الليكود واليمين المتطرف والأحزاب الدينية كما كان يتمنى، ودعا غانتس إلى تشكيل حكومة حكومة وحدة.

لكن خصمه رد بأنه يريد أيضا حكومة وحدة تخرج إسرائيل من المأزق السياسي لكن شرط أن تكون برئاسته، خصوصا أن حزبه جاء في الطليعة في الانتخابات.

وقالت القناة إن رئيس المعارضة السابق يتسحاق هرتسوغ قد يكون هو الحلقة التي استخدمها نتنياهو للوصل بينه وبين رئيس البلاد، لعرض اقتراحه الذي يقضي بإنهاء حياته السياسية مقابل حصوله على العفو من الاتهامات التي قد يواجهها، إلا أن هرتسوغ نفى هذه المعلومات.

ويزيد الخلاف الحالي من احتمال إجراء انتخابات جديدة، ستكون الثالثة في غضون عام واحد بعد اقتراع نيسان الماضي فشل حينها نتنياهو في تشكيل حكومة ما أدى إلى اقتراع ثان في غضون خمسة أشهر وضعت نهاية لعهد من يسمى في إسرائيل “كينغ بيبي”.

ويبدأ الرئيس رؤوفين ريفلين يوم غد الأحد مشاوراته مع رؤساء الأحزاب المنتخبة في الكنيست لاختيار الشخص الذي سيكلفه تشكيل الحكومة.

ويواجه نتنياهو واحدة من أكبر الهزائم في مسيرته السياسية بعد انتخابات نيسان الفائت. وشكلت النتائج الأخيرة إشارة جديدة إلى الضعف الذي أصاب حكمه الطويل في إسرائيل.