خميس أسود في فرنسا

6 ديسمبر 2019
خميس أسود في فرنسا

بعدما عاشت فرنسا يوم خميس أسود، لا سيما في العاصمة التي شلت فيها الحركة بشكل شبه تام، إثر توقف القطارات فائقة السرعة وإغلاق المدارس عقب تنظيم النقابات إضرابات واحتجاجات على مستوى البلاد بسبب إصلاح الحكومة لنظام التقاعد، أطلقت الشرطة الفرنسية الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين في باريس.

فيما نشرت باريس 6 آلاف من رجال الشرطة لما يُتوقع أن تكون مظاهرة كبرى الخميس بالعاصمة، في موجة من الغضب على الرئيس إيمانويل ماكرون لإصلاح ينظر إليه على أنه يهدد أسلوب الحياة الفرنسي الذي تحقق بشق الأنفس.

كما حذر برج إيفل ومتحف اللوفر من اضطرابات الإضراب، وكافحت فنادق باريس لملء الغرف. وألغى العديد من الزوار – بمن فيهم وزير الطاقة الأميركي- خطط السفر إلى واحدة من أكثر الدول زيارةً في العالم وسط الإضراب.

هذا وتم إغلاق محطات مترو الأنفاق في جميع أنحاء باريس، مما أدى إلى تعقيد حركة المرور ودفع العديد من الركاب إلى استخدام الدراجات الهوائية أو الدراجات النارية بدلاً من ذلك. وعمل العديد من العاملين في منطقة باريس من المنازل أو أخذوا إجازة للبقاء مع أطفالهم، لأن 78 بالمائة من المعلمين في العاصمة كانوا مضربين.

وخلت محطات القطار التاريخية، حيث ألغي نحو 9 من أصل 10 قطارات عالية السرعة. وأظهرت لافتات في مطار شارل ديغول بباريس إشعارات “ملغاة”، حيث ألغت الخطوط الجوية الفرنسية حوالي 30% من الرحلات الداخلية.

واستعدادا لأعمال عنف محتملة في مسيرة باريس، أمرت الشرطة بإغلاق جميع الشركات والمقاهي والمطاعم في المنطقة. كما أصدرت السلطات حظراً على الاحتجاجات في شارع الشانزليزيه وحول القصر الرئاسي والبرلمان وكاتدرائية نوتردام. ويخطط نشطاء حركة “السترات الصفراء” للانضمام إلى النقابات في الاحتجاجات في باريس والمدن في جميع أنحاء البلاد، تأكيدا على حملتهم من أجل المزيد من العدالة الاقتصادية.

كما يخشى العاملون بالقطاع العام من أن تؤدي إصلاحات الرئيس إيمانويل ماكرون إلى إجبارهم على العمل لعدد ساعات أطول وإلى خفض معاشات تقاعدهم. ويرون أن هذا الإضراب ضروري لإنقاذ شبكة الأمان الاجتماعي في فرنسا.

وتقول الحكومة الفرنسية إن نظم التقاعدات الـ42 في فرنسا بحاجة إلى تبسيط، وقال وزير النقل إنه سيلتقي ممثلي النقابات الخميس في محاولة لتهدئة التوترات.

واشتكى بعض المسافرين من التعطل، في حين أظهر آخرون الدعم للعمال المضربين.