وبحسب وكالة “فرانس برس”، أكدت النتائج الأولية التي نشرت صباح الجمعة، تشير التقديرات الأولية إلى فوز المحافظين بأغلبية ساحقة، بعدما فقدوا هذا الحجم من الهيمنة على البرلمان البريطاني منذ عهد مارغريت ثاتشر.
وبعد انتزاعهم الدوائر العمالية التي يسيطر عليها العماليون منذ عقود، بات المحافظون يملكون الصلاحية المطلقة لتنفيذ بريكست الذي وافقت عليه نسبة 52 في المئة من البريطانيين في استفتاء 2016 لكنه لم يحقق تقدما عملياً.
وبعد فرز النتائج في 624 دائرة من أصل 650، حصد حزب جونسون 345 مقعداً في مجلس العموم تؤمن له أغلبية مطلقة مريحة كانت تنقصه حتى الآن. وتشير هذه الأرقام إلى أن العماليين حصلوا على مئتي مقعد ومقعدين.
وقال بوريس جونسون الذي أعيد انتخابه في دائرة أكسبريدج وويست رايسليب، غربي لندن، إن “هذا التفويض الجديد القوي (…) يمنح هذه الحكومة الجديدة فرصة احترام الإرادة الديموقراطية للشعب البريطاني”.
(اف ب / ايزابيل أينفانتيس: زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربن وزوجته لورا ألفاريز، ينتظران نتائج الانتخابات التشريعية في لندن في 13 ديسمبر 2019)
وأعلن كوربن الذي شعر “بخيبة أمل كبيرة” أنه لن يقود الحزب إلى الانتخابات المقبلة، معبّراً عن أمله في أن يبدأ حزبه “التفكير في نتيجة الاقتراع وسياسته المستقبلية”. لكن كوربن قد يجد عزاء في إعادة انتخابه للمرة العاشرة في دائرته اللندنية ايسلنغتن.
الوضع “يتوضح”
وقد دفع زعيم المعارضة الأقل شعبية على الإطلاق، في استطلاعات الرأي، ثمن موقفه الملتبس من الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي رفض التعبير عن رأيه الشخصي بشأنه. كان يريد إعادة التفاوض حول اتفاق جديد يتسم بمراعاة أكبر للجوانب الاجتماعية، ثم عرضه للتصويت عليه على البريطانيين مع حل بديل يتمثل في البقاء في الاتحاد الأوروبي.
وأكدت النتائج تراجعاً واضحاً للعماليين الذين خسروا معاقل تاريخية لهم مثل مدينة ووركينغتون. وكان مركز فكري اعتبر “ناخب ووركينغتون” الذي وصفه بأنه رجل أبيض متقدم في السن ولا يحمل شهادة جامعية ومؤيد لبريكست، مفتاح الفوز في الاقتراع.
وقال البروفسور توني ترافرز في جامعة “لندن سكول أوف إيكونوميكس” لوكالة “فرانس برس” إن “المحافظين باتوا يمثلون العائلات ذات الدخل الضعيف والأشخاص الذين يعملون في الصناعات التحويلية والتقليدية في وسط وشمال انكلترا”. وفي بروكسل حيث يعقد القادة الأوروبيون قمتهم، رحبت فرنسا بـ”توضح” الوضع.
من جهته، هنأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جونسون، على فوزه “الرائع” في الانتخابات.
ولم ينجح جونسون حتى الآن في دفع البرلمان إلى تبني الاتفاق الذي توصل إليه مع الاتحاد الأوروبي، بسبب عدم امتلاكه الأغلبية في مجلس العموم.
وخلال الحملة، وعد جونسون (55 عاما) بعرض الاتفاق على النواب قبل عيد الميلاد بهدف تنفيذ بريكست في الموعد المحدد في نهاية كانون الثاني/يناير. وهذا الموعد كان مقرراً أساساً في 29 آذار/مارس الماضي لكنه أرجئ ثلاث مرات.
وحصل جونسون على دعم من حزب بريكست الذي يقوده نايجل فاراج بعدما انسحب من دوائر عديدة لتجنب تشتت أصوات مؤيدي بريكست.
العلاقة مع الإتحاد الأوروبي
أكد جونسون أن إنجاز بريكست يفترض أن يسمح بطي الصفحة والعمل على “أولويات” البريطانيين مثل قطاع الصحة والأمن والبنى التحتية.
لكن سيكون على جونسون أن يحدد أيضا شكل العلاقة التي يريد بناءها مع الاتحاد الأوروبي. ففور خروج المملكة المتحدة من الاتحاد، ستبدأ مفاوضات شاقة في هذا الشأن يفترض أن تنجز في نهاية 2020. ويرى العديد من المحللين أنها مهمة مستحيلة نظراً لتعقيدات القضية.
وسيبدأ النواب مهامهم اعتباراً من الثلاثاء وسيقدم لهم جونسون برنامجه التشريعي عبر الخطاب التقليدي للملكة الخميس.
وتقضي الانتخابات، بذلك، على أمل مؤيدي البقاء في الاتحاد الأوروبي، مع هزيمة العماليين وإخفاق الليبراليين الديموقراطيين. وهؤلاء قاموا بحملة لوقف بريكست ولم ينجحوا في إقناع الناخبين، حتى أن زعيمتهم جو سوينسون خسرت مقعدها الذي تشغله منذ 12 عاماً في اسكتلندا.
في اليسار، كشفت نتائج جزئية أن القوميين الاسكتلنديين في الحزب القومي الاسكتلندي، فازوا بعشرين مقعداً إضافياً وسيتمثلون بذلك بـ46 نائباً في مجلس العموم. وهم ينوون الاعتماد على هذه النتيجة ليطلبوا استفتاء ثانياً حول استقلال اسكتلندا المعادية بأغلبيتها لبريكست، مع أن جونسون يعارض بشدة هذا التصويت.