نقلت وكالة “رويترز” عن ثلاثة مسؤولين بوزارة الداخلية الإيرانية أن حوالي 1500 شخص سقطوا قتلى خلال الاحتجاجات التي بدأت في 15 تشرين الثاني/نوفمبر واستمرت أقل من أسبوعين في مختلف أنحاء البلاد.
وكان من بين القتلى 17 في سن المراهقة وحوالي 400 امرأة. كما سقط قتلى من أفراد قوات الأمن والشرطة.
وقالت ثلاثة مصادر على صلة وثيقة بالمقربين من المرشد الإيراني علي خامنئي إن “خامنئي نفد صبره في ما يبدو وأمر المسؤولين بفعل كل ما يلزم لإنهاء الاحتجاجات”.
وقالت “رويترز” إن خامنئي قابل كبار المسؤولين الحكوميين، بمن في ذلك مساعديه الأمنيين، والرئيس الإيراني حسن روحاني في سكنه المحصن بوسط طهران، في الليلة الثانية من التظاهرات.
وبحسب المصادر، ارتفع صوت خامنئي خلال الاجتماع وانتقد الطريقة التي يتم بها التعامل مع التظاهرات. وقد عبر خامنئي عن غضبه إزاء حرق صورته وتدمير تمثال مؤسس الجمهورية الإسلامية الخميني.
وقال خامنئي للمجموعة الحاضرة في تلك الليلة: “إن الجمهورية الإسلامية في خطر، افعلوا كل ما يلزم لإنهائها، لديكم أمري”. وقال خامنئي إنه سيحمل المسؤولين المجتمعين آنذاك عواقب الاحتجاجات، إذا لم يوقفوها على الفور. وقد وافق الحاضرون على أن المتظاهرين يريدون إسقاط النظام الإيراني.
وقال مصدر: “إن الأعداء يريدون الإطاحة بالجمهورية الإسلامية، وكان يجب اتخاذ رد فعل فوري”. وأضاف مصدر آخر أن خامنئي أوضح أن التظاهرات تحتاج إلى أن يتم التعامل معها بالقوة. وقال: “إن إمامنا يجيب فقط على الله، وإنه يهتم بالناس وبالثورة. لقد كان حازماً للغاية، وقال إن هؤلاء المشاغبين يجب أن يسحقوا”.
وكانت الاحتجاجات اندلعت إثر قرار حكومي برفع أسعار البنزين بسبب الأزمة المالية التي تمر بها إيران بعد خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات على طهران.
وأكد تقرير رسمي في إيران، الأحد، ارتفاع معدل التضخم في البلاد، وسط تراجع القدرة الشرائية للإيرانيين وارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية. وأعلن مركز الإحصاء الإيراني أن معدل التضخم السنوي في البلاد، وصل إلى 40 في المئة.
وارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 55.7 في المئة، وهو أمر كان متوقعاً بعد رفع الحكومة أسعار البنزين. ونقل موقع “إيران إنترناشيونال” عن مركز الإحصاء أن نسبة الأسعار في كانون الأول/ديسمبر ارتفعت بـ 3.2 في المئة، مقارنة بشهر تشرين الثاني/نوفمبر.
وقال رئيس مجموعة العمل التابعة لمجالس العمل الإسلامية، فرامرز توفيقي، إن ارتفاع أسعار البنزين أدى إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات بنسبة 12 إلى 18.3 في المئة.
وأشار الموقع إلى أن أسعار الخضروات ارتفعت بنسبة 32.3 في المئة، وأسعار النقل بنسبة 14.7 في المائة، مع تسجيل ارتفاع طفيف فقط في سلع وخدمات أخرى.
وفي السياق، أظهر استطلاع أجرته وكالة استطلاعات الطلبة الإيرانية الحكومية (إسبا)، أن 15 في المئة فقط من سكان طهران راضون عن الأداء الحكومي. وانخفضت نسبة رضا الإيرانيين عن الوضع الحالي في البلاد 50 في المئة مقارنة بنتائج استطلاع مشابه أجري قبل عامين.
وكشف الاستطلاع في الوقت نفسه، أن 54 في المئة من المشاركين يعتقدون أن حالة البلاد تزداد سوءا، مقابل 16 في المئة فقط يرون أن الأمور تتحسن. فيما قال آخرون إنهم لا يعلمون، أو لن يتغير شيء في كلا الاتجاهين السابقين.
وبالنسبة للمظاهرات التي عمت إيران، قال 54 في المئة من المشاركين في الاستطلاع إن المسيرات الاحتجاجية ستستمر، فيما قال 29 في المئة العكس. وأيّد 75 في المئة من المشاركين في الاستطلاع التظاهرات، بينما أيد 84 في المئة من الشباب، و85 في المئة من ذوي التعليم العالي، الحق في التظاهر ضد الحكومة.