أطلقت الصين، الجمعة، واحدا من أقوى الصواريخ في العالم إلى الفضاء، في خطوة حاسمة لبرنامجها الفضائي الطموح، وما يعد مقدمة لمهمتها المخطط لها إلى الكوكب الأحمر في العام 2020.
وبحسب لقطات تلفزيونية، فقد انطلق صاروخ “لونغ مارش 5” أو “المسيرة الطويلة 5″، من مركز ونتشانغ لإطلاق الصواريخ في جزيرة هاينان في الساعة التاسعة إلا ربعا مساء بحسب التوقيت المحلي في الصين.
وانطلق الصاروخ، المعروف أيضا باسم “سي زد 5″، بحمولة مكونة من القمر الصناعي للاتصالات “شيجيان 20″، حيث سيستقر على ارتفاع 36 ألف كيلومتر فوق الصين.
ومن المنتظر أن يكون هذا القمر الصناعي أيضا واحدا من أكبر الأقمار الصناعية التي تعمل في مدار متزامن مع الأرض، وفقا لما ذكرته صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست.
ويصل طول ألواحه الشمسية إلى أكثر من 40 مترا عند تمديدها، أي أطول من طول جناحي طائرة بوينغ 737، وفقًا لما ذكرته شركة علوم وتكنولوجيا الطيران الصينية.
ويعد هذا القمر الصناعي أيضا أول قمر صناعي صيني يستخدم محرك الدفع الأيوني عالي الطاقة، والمصمم لتحسين القدرة على المناورة ووقت الخدمة، بالإضافة إلى أنه يحمل معدات تشفير الكم، لتمكين الاتصالات فائقة الأمان للمستخدمين العسكريين والحكوميين، وفقا لسلطات الفضاء.
واعتبر إطلاق “لونغ مارش 5” مهمة حاسمة لفريق الصواريخ بعد الإخفاقات السابقة، حيث فشل الصاروخ، في مهمته الأولى في نوفمبر 2016، في الوصول إلى السرعة المطلوبة للمرحلة المبكرة من الرحلة ، على الرغم من تمكنه من رفع حمولته الفضائية إلى المدار، مما سمح للصين بالإعلان عن نجاح الرحلة.
ولكن بعد شهور، خلال محاولة ثانية في يوليو 2017، تعطلت مضخة التيربو، التي ضخت الوقود في غرفة الاحتراق، ما أدى إلى موت المحرك الرئيسي بعد دقائق من الإقلاع، فسقط الصاروخ في البحر.
وتوقف العمل في صاروخ “لونغ مارش 5” لعامين تقريبا، تأثرت مشاريع الفضاء الصينية الأخرى مثل مهمة إعادة عينات من القمر إلى الأرض وبناء أول محطة فضائية في البلاد وهبوط مسبار متحرك على المريخ ومشروع التلسكوب الفضائي، حيث أجريت التحقيقات وتم حل المشكلات ثم أجريت الاختبارات الشاملة.