حلب:النظام يخفق بالعمليات البرية..لكنه لا يبتعد عن المعرة

26 يناير 2020
حلب:النظام يخفق بالعمليات البرية..لكنه لا يبتعد عن المعرة
نجحت المعارضة السورية الأحد، في التصدي لعدة هجمات برية نفذتها مليشيات النظام الإيرانية والروسية في جبهات جنوب وغرب حلب، وكثفت الطائرات الحربية والمروحية من قصفها لمواقع المعارضة والبلدات المدنية في أرياف حلب وادلب، واستخدمت المليشيات في معاركها صواريخ أرض أرض متوسطة المدى، مستهدفة محاور العمليات البرية على أطراف المعرة الشرقية.
المليشيات تخفق في حلب
وفشلت مليشيات النظام في أول جولة من المعارك البرية في جبهات ضواحي وأرياف حلب الجنوبية والغربية، وخسرت أكثر من 30 عنصراً في المعارك المستمرة منذ منتصف الليل وحتى صباح الأحد، وتضمنت خسائر المليشيات عدداً كبيراً من المدرعات والدبابات والمركبات العسكرية، والتي دمرتها المعارضة بصواريخ مضادة للدروع أثناء المواجهات العنيفة.
مليشيات النظام من “الفرقة الرابعة” و “فيلق المدافعين عن حلب” و “لواء الباقر” والحرس الجمهوري” حاولت، الأحد، التقدم في محورين في جبهات ريف حلب الجنوبي، المحور الأول استهدف منطقة خان طومان، والثاني استهدف خلصه جنوباً، ومهدت المليشيات لتقدمها بقصف هائل بالصواريخ والمدفعية، وأغارت الطائرات على مواقع المعارضة المتقدمة في منطقة العمليات.
وسبق تحركات المليشيات في جبهات جنوبي حلب، هجوم بري عنيف انطلق بعد منتصف ليل السبت/الأحد، وتركز في أربعة محاور عمليات على الأقل في جبهات ضواحي حلب الغربية، في جمعيتي الصحافيين والراشدين، وجمعية الزهراء وإكثار البذار، وشهدت المحاور الأربعة معارك هي الأعنف بين الطرفين تمكنت المليشيات خلالها من السيطرة على عدد من المواقع المتقدمة لكنها أجبرت على الانسحاب منها مرة أخرى بعد الهجمات المعاكسة التي شنتها المعارضة.
مدير المكتب الإعلامي في “فيلق الشام”، سيف الرعد، أكد ل”المدن”، أن الفصائل أبدت مقاومة بطولية خلال المواجهات مع المليشيات في جبهات حلب، وتمكنت من تدمير دبابتين وعربة “BMB”، وعدد من المركبات العسكرية والرشاشات الثقيلة، وقتلت أكثر من 15 عنصراً من المليشيات في محاور الصحفيين وإكثار البذار والراشدين.
وبحسب الرعد، تمكنت مليشيات النظام من السيطرة على ثلاث نقاط في محور جمعية الصحافيين غربي حلب لكنها سرعان ما انسحبت منها تحت ضغط الهجوم المعاكس الذي شنته الفصائل.
وقال الرعد إن مليشيات النظام حاولت التقدم على محاور عديدة في ريف حلب الجنوبي، وتمكنت المليشيات بالفعل من الوصول الى بعض النقاط في محور خلصه. ونفذ مقاتلو الفصائل كميناً في المحور استعادوا من خلاله النقاط التي خسروها، وتمكنوا من اغتنام جرافة عسكرية.
المليشيات تواصل تقدمها نحو المعرة
حاولت مليشيات النظام مواصلة تقدمها نحو مدينة معرة النعمان، الأحد، وشهدت جبهات ضواحي المعرة الشرقية اشتباكات متقطعة وقصفاً متبادلاً بين الطرفين، وأشغلت المليشيات محاور قتال جديدة إلى الشمال حيث تمكنت المليشيات من السيطرة على بلدة الغدفة.
وكانت مليشيات النظام قد سيطرت على بلدتي تل منس ومعرشمشة، ليل السبت/الأحد، وباتت على مسافة قريبة جداً من مدينة المعرة من الجهة الشرقية، ووصلت المليشيات فعلياً، أطراف بعض أحياء المعرة، ورصدت عدداً من الطرق بنيران رشاشاتها المتوسطة.
الناشط الإعلامي، محمد رشيد، أكد ل”المدن”، أن قرى وبلدات معرة النعمان تعرضت لليلة الثانية على التوالي لأعنف حملة قصف جوية، ولم تتوقف الطائرات الحربية والمروحية طيلة ساعات الليل عن تنفيذ غارات على محيط المدينة والبلدات القريبة في الضواحي. عمليات القصف ستتواصل بالوتيرة نفسها نهاراً وفق رشيد، وهي تمهيد للهجمات البرية التالية التي تنوي المليشيات شنها لدخول المدينة.
حرب شوارع؟
بات دخول مليشيات النظام إلى مدينة معرة النعمان جنوب شرقي إدلب مسألة وقت بعد أن وصلت إلى أطرافها الشرقية. وكثفت المليشيات، الأحد، من نيرانها البرية والجوية مستهدفة قلب المدينة والأطراف لإجبار المعارضة على الانسحاب وتفادي المواجهات المفترضة داخل أحيائها.
عملياً، لا ترغب المليشيات في خوض حرب الشوارع التي لطالما كانت المعارضة بارعة فيها، لذلك كانت المليشيات دائماً تتفاداها داخل المدن الكبيرة، ومعرة النعمان واحدة من أكبر مدن ريف محافظة ادلب وعمرانها يسمح للمعارضة في التحصن والبقاء داخلها، لكن ربما تراهن على أنها ستنجح في إجبار المعارضة على الخروج كما حصل في خان شيخون قبل أشهر.