ترامب يمنح إسرائيل كل شيء..والفلسطينيين فرصة للاستسلام

29 يناير 2020
ترامب يمنح إسرائيل كل شيء..والفلسطينيين فرصة للاستسلام
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطته للسلام “صفقة القرن” المكونة من 80 صفحة، في مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأوضح أنه سيتم تشكيل لجنة مشتركة لتحويل خريطة الطريق الخاصة بالسلام إلى خطة تفصيلية، مشيراً الى أنه منح السلطة الفلسطينية مهلة أربع سنوات لدراسة الخطة، التي لا تعترف بوجودهم ولا بصلتهم بأرضهم، ولا بكونهم تحت الاحتلال، ولا بالقدس كعاصمتهم، ولا بحق العودة.
وتتضمن خطة ترامب إقامة دولة فلسطينية متصلة، وإبقاء مدينة القدس غير المقسمة عاصمة موحدة لإسرائيل. لكنه قال إنه سيكون للدولة الفلسطينية عاصمة في القدس الشرقية وستفتتح الولايات المتحدة سفارة فيها.
وتابع: “خطتي لا بد أن تكون منصفة للفلسطينيين وتمنحهم دولة، وإلا فلن تكون عادلة”. ومضى قائلاً: “خطتي توفر فرصة للفلسطينيين والإسرائيليين ضمن حل الدولتين، وهي مختلفة عن خطط إدارات أميركية سابقة”.
وحذر من أن خطته قد تكون الفرصة الأخيرة للفلسطينيين للحصول على دولة مستقلة. وقال: “أريد لهذه الصفقة أن تكون عظيمة للفلسطينيين.. اليوم فرصة كبيرة للفلسطينيين ليحققوا دولة خاصة بهم وقد تكون هذه آخر فرصة لهم”. واعتبر أن “هناك من يستخدم الفلسطينيين كبنادق للإرهاب”.
وأضاف أنه سيتم استثمار 50 مليار دولار في الدولة الفلسطينية، وتوفير مليون فرصة عمل خلال 10 سنوات. وتوجه ترامب إلى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس قائلًا: “عزيزي عباس إن اخترت طريق السلام فالولايات المتحدة ودول أخرى ستقف بجانبك”.
وأضاف: “أرسلت إلى عباس رسالة مفادها أن لدى الفلسطينيين 4 سنوات لدراسة خطتي للسلام”. وتابع: “آن الأوان للعالم الإسلامي أن يصحح الخطأ الذي ارتكبه عام 1948 بمهاجمة إسرائيل”. وشدد على أن خطته “تضمن للجميع زيارة الأماكن المقدسة”، مضيفاً أن “الأراضي المقدسة يجب أن تكون رمزًا للسلام لا ميداناً للنزاع”.
وأعرب عن شكره لكل من سلطنة عمان والبحرين والإمارات على جهودهم، مضيفًا أن هذه الدول “أرسلت سفرائها، وهم حاضرون معنا الآن”.
واعتبر أنه “لا توجد صفقة أصعب من الصفقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وعلينا أن نعمل على إنجاحها”. وشدد على أنه لن يطلب من إسرائيل أبدًا أن تقدم تنازلات على حساب أمنها. وأوضح أن الجزء المقترح لحل الدولتين سيجنب أي مخاطر كبيرة على إسرائيل و”لن نسمح بعودة التفجيرات والإرهاب”.

وبعد كلمته نشر ترامب صورة لما قال إنه ستكون خريطة فلسطين بعد “صفقة القرن”. وكتب ترامب في تغريدة التي نشرها بالعربية والإنكليزية والعربية: “هذا ما قد تبدو عليه دولة فلسطين المستقبلية بعاصمة في أجزاء من القدس الشرقية”.
لكن ما لم يفصح عنه ترامب في الخطة أفصح عنه نتنياهو في كلمته في المؤتمر الصحافي قائلاً إن صفقة القرن “تدعو لحل مشكلة اللاجئين خارج حدود إسرائيل وأن تبقى القدس تحت أيدينا”. وأضاف أن الخطة تقضي بالحفاظ على سيطرة إسرائيل أمنياً على المنطقة الواقعة غرب الأردن وبذلك يتم إيجاد حدود دائمة معترف بها لإسرائيل.
وأوضح نتنياهو أن “صفقة القرن” تدعو “حماس” لتفكيك سلاحها وأن تكون غزة منزوعة السلاح. وقال متوجهاً لترامب: “الخطة التي تقترحها تتطرق لجذور الصراع وتلزم الفلسطينين بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية”.
يأتي ذلك في وقت بدأ الفلسطينيون تحركاً لمواجهة الصفقة. واتفق الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية على استمرار التنسيق لمواجهة “صفقة القرن”.
جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه هنية مع عباس مساء الثلاثاء، عبّر خلاله عن “وقوف حماس خلف مواقف الرئيس الثابتة، والتمسك بالثوابت الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، ورفض ما يسمى صفقة القرن الهادفة لتصفية المشروع الوطني الفلسطيني”.
ودعا هنية إلى وضع جميع الخلافات جانباً، والوقوف صفاً واحداً في مواجهة مخطط تصفية المشروع الوطني الفلسطيني. من جانبه، ثمن عباس مبادرة هنية، مؤكداً أن نقطة ارتكاز مواجهة وإسقاط مشروع تصفية القضية الفلسطينية تستند إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية.
وأكدت حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، أنهما مشاركتهما في اللقاء الوطني الذي دعا إلى عقده عباس في رام الله ليل الثلاثاء.
وقال عضو المكتب السياسي ل”حماس” خليل الحية في تظاهرة جماهيرية في غزة، إن حركته تثمن دعوة أبو مازن لكلّ الفصائل والفعاليات للقاء وطني في الضفة. وأضاف: “نحن وكل الفصائل مشاركين فيه”.
من جهته، قال القيادي بحركة الجهاد خالد البطش إن حركته ستشارك في الاجتماع الوطني لبحث آليات مواجهة خطة ترامب. وأضاف أن هذا الاجتماع ليس بديلاً عن الدعوة التي أجمعت عليها القوى لعقد لقاء وطني يحضره الأمناء العامون للفصائل، بهدف وضع استراتيجية مواجهة شاملة.