تنافس روسي ـ فارسي على اللغة في سوريا

29 يناير 2020
تنافس روسي ـ فارسي على اللغة في سوريا

لم يعد يخفى على أحد التنافس الإيراني الروسي في سوريا، إلا أن جديده اليوم يشير إلى احتدام الهوة بين حليفتي النظام، أعلنت حكومة الأسد عن تقديم 500 منحة دراسية روسية للمرحلتين الجامعية الأولى والدراسات العليا (ماجستير ودكتوراه) بمختلف الاختصاصات للعام الدراسي (2020-2021).

في التفاصيل، جاء هذا الإعلان بعد أيام قليلة من تصريح وزير التربية والتعليم، محسن حاجي ميرزائي، عن سعي إيران إلى إدراج اللغة الفارسية بالنظام التعليمي في سوريا لغة ثانية اختيارية، وذلك لتعميق وترسيخ أوجه التعاون المشترك، بحسب تعبيره.

ويعد هذا التصريح تماشياً مع بنود الاتفاقية الموقعة بين طهران ودمشق، والتي تتضمن تبادل الخبرات والتجارب في المجالات العلمية والتعليمية والتربوية، وتقديم الخدمات الفنية والهندسية، وترميم المدارس.

فيما يأتي إدخال اللغة الفارسية في النظام التعليمي في سوريا، بعد نحو 4 سنوات من إدراج دمشق للغة الروسية في المناهج التعليمية لغة ثانية اختيارية، إلى جانب اللغتين الإنكليزية والفرنسية.

ومع أن إيران سبق لها أن قامت بكثير من مشاريع ترميم المدارس، لاسيما في ريف حلب ومناطق أخرى من سوريا، إلا أنها المرة الأولى التي يعلن فيها عن استعدادها لترميم المدارس، مقابل إدراج اللغة الفارسية لغة ثانية في المناهج الدراسية الحكومية، على غرار اللغة الروسية، إذ سعت إيران إلى تعزيز نفوذها العسكري بنفوذ ثقافي، من خلال نشر تعليم اللغة الفارسية في مراكز تعليم تابعة للمستشارية الإيرانية بدمشق ومركزي اللاذقية، وقسم تعليم اللغات الأجنبية في جامعة دمشق، ومركز تعليم الفارسية في الكلية العسكرية السورية، وغيرها من الأماكن.

من جهة ثانية، أثارت تصريحات وزير التربية والتعليم الإيراني حول الاستعداد لترميم المدارس السورية انتقادات واسعة في أوساط الناشطين الإيرانيين الذين أفادوا بوجود مئات المدارس الآيلة للسقوط في إيران.

بدورها، أشارت تقارير حكومية إيرانية إلى أن نحو 160 ألف صف دراسي غير آمن، و30% من مدارس إيران إما منهارة أو تحتاج لإعادة ترميم.

بالمقابل، اعتبر سوريون أن دخول إيران إلى قطاع التعليم السوري الحكومي بمثابة “كارثة”، وذلك على النقيض من الدخول الروسي المنافس، إذ يحظى تعلم اللغة الروسية بإقبال جيد من السوريين، سواء كان في المدارس لغة ثانية ضمن المنهج الدراسي أم في المعاهد والمدارس الخاصة، في حين بقي الإقبال على تعلم الفارسية ضمن نطاق المسلمين الشيعة، وقلة قليلة من الطوائف الأخرى.

يذكر أن الاهتمام الإيراني بدخول قطاع التعليم في سوريا، تصاعد بعد التدخل الروسي لصالح النظام عام 2015، فيما أعلنت روسيا الشهر الماضي عن عزمها افتتاح فرع لجامعة موسكو الحكومية بدمشق.