يسهر فريق من كبار مسؤولي مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية على إعداد وتوجيه وتسجيل الاعترافات القسرية من قبل “سجناء وسجينات” النظام الإيراني قبل بثها على الإيرانيين، وفق معطيات كشفت عنها رسالة وجهتها 13 منظمة حقوقية إلى الاتحاد الأوروبي.
وكشفت المنظمات عن أسماء مسؤولين ومراسلين يسهرون على التنسيق مع مسؤولي النظام لبث الاعترافات القسرية تحت التعذيب. وحذرت المنظمات أن هذه الممارسات التي اعتاد عليها التلفزيون الإيراني قد تتضاعف بعد الاعتقالات التي تمت خلال الاحتجاجات الأخيرة.
والمسؤولون عن كل ما يتعلق بالاعترافات، وفق الرسالة، هم: رئيس منظمة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية عبد العلي عسكري، ومساعد رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية للشؤون السياسية والأمنية مجيد آخوندي، ومدير القناة الثانية محمد رضا جعفري جلوة، بالإضافة إلى أربعة مراسلين في القناة هم: آمنة سادات ذبيح بور، وعلى رضواني، ويوسف سلامي، وحميد إمامي.
وأشرف هؤلاء على إعداد وبث اعترافات تلفزيونية لما لا يقل عن 355 شخص منذ 2009 حتى الآن، ضمن تعاون وثيق يجمع الإذاعة والتلفزيون بالنظام. وتشير الرسالة إلى الدور الرئيسي الذي يلعبه برنامج “أخبار 20:30” الذي يتم بثه في القناة الثانية للتلفزيون الإيراني ومحاولاته لتنفيذ أوامر السلطات الأمنية الإيرانية. ودعت المنظمات الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ “إجراءات تقييدية” ضد مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، وفرض عقوبات رادعة ضدهم.
وكشف نشطاء مروا من سجون النظام الإيراني أن جلسات تعذيب تسبق جلسات تصوير، إذ يحرص مسؤولي هذه البرامج على توجيه السجين أو السجينة إلى ما سيقوله تحت التهديد.
وأعلنت الناشطة المدنية، سبيدة قليان، في وقت سابق، عبر “تويتر” أن مراسلة التلفزيون آمنة سادات ذبيح بور لعبت دورا بارزا في عمليات الاستجواب الأمني خلال فترة سجنها. وكشفت قليان أن ذبيح كتبت نص الاعتراف الذي طلب منها قراءته أمام الكاميرا. ووفق الناشطة، فإن السلطات الإيرانية تصنع فيلما عن كل معتقل، بل ويحرص مسؤولي التلفزيون على وضع مكياج للنساء لإخفاء آثار التعذيب ولمنح لمسة طبيعية على الاعتراف.
وروت سبيدة حالات لنساء أجبرن على الاعتراف في تسجيلات تلفزيونية أنهن نزعن الحجاب تحث تأثير ناشطة حقوقية معارضة للنظام. كما أجبر المراسل علي رضواني الذي يعمل بالبرنامج أيضا زوجة عالم البيئة الإيراني الكندي، كافوس سيد إمامي، على “الاعتراف” بأن زوجها كان جاسوسا. وأعلنت أسرة سيد إمامي الذي قضى حياته في السجن، سابقاً، عن الدور البارز الذي قام به علي رضواني في عمليات الاستجوابات الأمنية في السجن.
وسبق لبرنامج “20:30” على التلفزيون الإيراني الرسمي أن عرض مقابلة مع مينا علي نجاد، شقيقة الناشطة الإيرانية مسيح علي نجاد. وظهرت مينا وهي تشجب نشاط شقيقتها ضد قوانين الحجاب الإلزامي في إيران. وعلى الرغم من أن مينا صرحت في البرنامج أنها ظهرت في البرنامج برغبتها، كشفت مسيح في وقت لاحق أن النظام ضغط على شقيقتها لتدينها على التلفزيون الحكومي. وعرض التلفزيون الإيراني أيضا فيديو للمعارض روح الله زم، جالساً على كرسي إلى جانب علمي إيران والحرس الثوري، يقول إنه نادم على مناهضته “للثورة الإسلامية”.
ومن بين الموقعين على هذه الرسالة التي تم إرسالها إلى الاتحاد الأوروبي: منظمة المادة 19، ولجنة الدفاع عن حقوق الأذربيجانيين في إيران، وجمعية “معاً ضد عقوبة الإعدام”، ومؤسسة سيامك بورزند، ولجنة كردستان لحقوق الإنسان – جنيف، ومنظمة إيران لحقوق الإنسان، ولجنة العدالة من أجل إيران، وستة ألوان، ومركز إيران لوثائق حقوق الإنسان.