وكتبت الباحثة المتخصصة في شؤون سوريا والعراق إيليزابيث تسوركوف في تغريدة، أن إيران لا تجرؤ على التصعيد مع الولايات المتحدة، لذا تنتقم من المدنيين السوريين. وأضافت أن “ثلاثة ملايين مدني يعيشون في آخر معقل للمعارضة المسلحة”، مشيرة إلى أن قوات أنظمة كل من روسيا وإيران وسوريا جميعها تشارك في الهجوم الذي هجّر أكثر من 800 ألف شخص حتى الآن”.
وتواصل قوات النظام السوري مدعومة بسلاح الجو الروسي، منذ كانون الأول/ديسمبر 2019، حملتها العسكرية في محافظة إدلب التي لا تزال فصائل المعارضة السورية تسيطر على أكثر من نصف مساحتها.
وكانت إيران قد توعدت بالانتقام من الولايات المتحدة لقتلها سليماني، قائد فيلق القدس السابق، في غارة جوية في بغداد. ولعب سليماني دورا بارزاً في تأجيج الحرب في سوريا، وقدم فيلق القدس بزعامته الدعم للأسد عندما بدا أنه على وشك أن يُهزم.
حركة النجباء التي يبلغ عدد مقاتليها نحو 10 آلاف تعد واحداً من أهم الفصائل في العراق، وهي تساعد طهران في إنشاء طريق إمداد إلى دمشق عبر العراق، وفق ما أفاد به مسؤولون عراقيون سابقون وحاليون لوكالة “رويترز”، في وقت سباق. ويمر الطريق عبر سلسلة من المدن الصغيرة بما في ذلك بلدة القيروان. ولفتح الطريق تتوغل فصائل مدعومة من إيران في جنوب شرق سوريا قرب الحدود مع العراق.
يأتي ذلك فيما تستمر الاشتباكات بوتيرة عنيفة على محاور جنوب وغرب مدينة حلب، وفي محاور أخرى في ريفي إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي، بين الفصائل ومجموعات متشددة من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، وسط معلومات مؤكدة عن مزيد من القتلى والجرحى بين الجانبين.
وسيطرت قوات نظام الأسد الأحد، على بلدات وقرى جنوب شرق إدلب، وقلّصت بذلك المسافة نحو مدينة سراقب الاستراتيجية، وكذلك نحو مركز المحافظة، التي تضم أكثر من ثلاثة ملايين مدني.
وأفاد ناشطون ومواقع إخبارية محلية بأن قوات النظام سيطرت على بلدة “داديخ”، وقريتي “كفر بطيخ” و”زكار”، جنوب غرب سراقب، وسط اشتباكات عنيفة على جبهات متعددة في المنطقة، بما فيها “كدور” و”جوباس”.
وتصبح قوات النظام بذلك على بعد 15 كيلومتراً فقط عن مركز مدينة إدلب، كما تقترب من سراقب، رغم نشر القوات التركية ثلاث نقاط مراقبة في محيطها، خلال الأيام القليلة الماضية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف الجوي من قبل طائرات النظام والروس على ريفي حلب وإدلب أوقع 9 شهداء، وهم: 7 من عائلة واحدة بينهم مواطنة جراء قصف جوي على بلدة سرمين بريف إدلب الشرقي، ومواطنة جراء غارات روسية على مدينة الأتارب، وطفل جراء استهداف طائرات النظام الحربية لأطراف مدينة بنش شرق إدلب.
كذلك وصل تعداد قتلى قوات النظام والمسلحين الموالين لها الأحد إلى 12، كما ارتفع عدد قتلى مقاتلي الفصائل إلى 40، وبذلك ترتفع حصيلة الخسائر البشرية بين الجانبين منذ السبت، إلى 75 من قوات النظام والمليشيات الموالية لها، و82 من الفصائل المعارضة.