امرأة في رصيدها 28 عاماً من الدبلوماسية أمام “مهمات صعبة” في بيروت

24 فبراير 2020
امرأة في رصيدها 28 عاماً من الدبلوماسية أمام “مهمات صعبة” في بيروت

تقسم السفيرة الأميركية الجديدة إلى لبنان دوروثي شيه اليمين، الاثنين، أمام وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل الذي عمل كذلك سفيرا للولايات المتحدة في لبنان. ومن المتوقع أن تتوجه السفيرة الجديدة قريباً جداً إلى لبنان لتسلم مهامها خلفا للسفيرة إليزابيت ريتشارد.

تعمل شيه في السلك الخارجي منذ 28 عاما، وكانت تشغل قبل تسميتها من قبل الرئيس دونالد ترامب كسفيرة له في لبنان، منصب نائبة رئيس بعثة سفارة الولايات المتحدة في القاهرة. وعملت سابقا نائبة المسؤول الرئيسي في القنصلية الأميركية العامة في القدس ومديرة مكتب المساعدة لآسيا والشرق الأدنى في مكتب السكان واللاجئين والهجرة في وزارة الخارجية، وزميل في برنامج بيرسون في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي.

كما شغلت شيه منصب مستشارة سياسية-اقتصادية في سفارة الولايات المتحدة في تونس، ومسؤولة سياسية في سفارة الولايات المتحدة في تل أبيب، ومديرة للديمقراطية وحقوق الإنسان في مجلس الأمن القومي، ومديرة خاصة للمبعوث الخاص لقضايا جرائم الحرب في وزارة الخارجية.

ستواجه شيه مهمة صعبة في بيروت التي تعاني من أزمات سياسة ومالية واقتصادية ومعيشية خانقة بعد تظاهرات حاشدة نظمها اللبنانيون مطالبين بمحاربة الفساد ورحيل الطبقة الحاكمة المسؤولة عما آلت إليه الأمور في البلاد.

ووصفت شيه التي زارت لبنان مرتين في السابق في شهادتها أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي في 17 كانون الأول الماضي وقبل تثبيتها في منصبها كسفيرة إلى لبنان في 11 شباط الحالي، الاحتجاجات في لبنان بأنها “لم يسبق لها مثيل في طبيعتها الوطنية الحقيقية مع مشاركة المواطنين اللبنانيين من جميع أنحاء البلاد ومن مختلف الطوائف والطبقات الاجتماعية والاقتصادية فيها”.

وقالت إن “المتظاهرين طالبوا بإنهاء الفساد المستشري وسوء إدارة الاقتصاد الذي أصاب لبنان منذ عقود”. وأضافت أن “الولايات المتحدة تؤيد حق المواطنين اللبنانيين بالاحتجاج السلمي وطالبت بمواصلة حمايتهم”. وتوقفت شيه عند مطالب اللبنانيين، وأكدت أن رسالة المتظاهرين واضحة وصارخة وهي أن الشعب اللبناني اكتفى من قادته يزدهرون، بينما بقية البلاد تعاني من وطأة الديون الساحقة ومن غياب معظم الخدمات الأساسية بما في ذلك جمع القمامة وتأمين الكهرباء والمياه النظيفة.

وشددت شيه في شهادتها على أنه وفي حال تبنى القادة اللبنانيون التغيير، فإن الولايات المتحدة على استعداد للعمل مع الحكومة والشعب لإعادة بناء الاقتصاد المدمر في لبنان. وأوضحت أن واشنطن ستعمل مع أي شخص ملتزم بالإصلاح ويضع مصالح الشعب اللبناني أولاً. وأشارت السفيرة الأميركية الجديدة إلى أن الصعوبات الاقتصادية في لبنان عميقة ولن يكون من السهل إجراء الإصلاحات اللازمة لزيادة الاستثمار العام وتخفيض الدين العام، وتنويع الاقتصاد.

وقالت إن “عدة قطاعات من الاقتصاد تحتاج إلى إعادة هيكلة بالكامل لأنها ترتب ديونا هائلة في حين فشلت في جمع الإيرادات الكافية وفي تقديم خدمات مرضية”. وأكدت شيه أن الحكومة اللبنانية الجديدة تحتاج أيضا إلى إقرار تدابير تعزز الشفافية بشكل ملحوظ وتستـأصل الفساد حتى تتمكن من استعادة ثقة المواطنين اللبنانيين والمجتمع الدولي.