أعلن وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر أن “لجنة أزمة تابعة للحكومة الألمانية ستناقش محاولة التدخل من قبل الحكومة الأميركية لدى شركة أدوية ألمانية لتطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا حصرياً للولايات المتحدة”.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت هناك محاولة من جانب الحكومة الأميركية للاستحواذ على شركة “كيور فاك” الألمانية للأدوية مقابل مبلغ مالي ضخم جداً جداً، قال زيهوفر: “أستطيع فقط أن أقول إنني سمعت اليوم مراراً من أعضاء في الحكومة أن هذا الأمر صحيح”.
ونفت شركة “كيور فاك” أنها تدرس إبرام عقد مع الولايات المتحدة لتطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد حصرياً للولايات المتحدة. وصرح الرئيس التنفيذي للشركة كريستوف هتيش لصحيفة “مانهايمر مورغن” الألمانية قائلاً: “نريد أن نطور لقاحاً للعالم كله وليس لدول بعينها”.
وتجري “كيور فاك” منذ كانون الثاني/يناير الماضي أبحاثاً على لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد.
وذكر تقرير لصحيفة “فيلت أم زونتاغ” الألمانية الأسبوعية أن “هناك خلافات بين ألمانيا والولايات المتحدة حول شركة ألمانية في مقاطعة توبينغن جنوبي ألمانيا يتم العمل فيها على التوصل للقاح ضد فيروس كورونا”.
وجاء في التقرير إستناداً إلى دوائر حكومية في العاصمة برلين أن “الرئيس الأميركي يحاول جذب علماء ألمان إلى بلاده بهبات مالية كبيرة أو ضمان اللقاح حصرياً لبلاده”.
وفي السياق نقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤول حكومي أميركي قوله إن “أول تجربة سريرية للقاح محتمل لفيروس كورونا ستجرى الاثنين”. وقال المسؤول: “مؤسسة المعاهد الصحية الوطنية في الولايات المتحدة تموَل التجربة المذكورة للقاح الفيروس، والتي ستجرى في مدينة سياتل”.
وأوضحت “أسوشيتد برس” أن “التجربة ستجرى على 45 شاباً متطوعاً في حالة صحية جيدة، يفترض أن يأخذ أولهم جرعة تجريبية اليوم”. وذكر التقرير أنه ليس ثمة احتمال لإصابة المتطوعين بالمرض، لأن تلك الجرعات لا تحتوي الفيروس نفسه.
فوضى وحجر
في غضون ذلك تسببت القيود الجديدة المفروضة على العائدين من أوروبا الى الولايات المتحدة، بفوضى عارمة في عدد من المطارات الأميركية التي شهدت تدفقاً لركاب يتعيّن إخضاعهم لفحوص، تخطى عددهم قدراتها الاستيعابية.
وبات الحق في دخول الأراضي الأميركية للقادمين من أوروبا يقتصر على المواطنين الأميركيين وعلى الحاصلين على إقامة دائمة في الولايات المتحدة، وقد سارع كثر منهم للعودة خشية من البقاء عالقين خارج بلادهم. لكن القرار حدد المطارات التي يمكنهم دخول البلاد عبرها وعددها 13 مطاراً.
وتسود فوضى عارمة عدداً من تلك المطارات حيث يضطر الركاب للإنتظار ساعات طويلة في أماكن ضيّقة خلافاً لتوجيهات السلطات الصحية بتجنّب التجمّعات.
وأثار هذا الأمر غضب حاكم إيلينوي جاي روبرت بريتسكر الذي سعى إلى تحميل الرئيس الأميركي ونائبه مايك بنس المسؤولية.
واكتفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقول: “اعذروا العراقيل والتأخير، نحن نعمل بأقصى سرعة ممكنة لكن من الأهمية بمكان أخذ الحيطة والحذر، السلامة أولاً”.
وبحسب آخر حصيلة بلغ عدد الإصابات بالفيروس في الولايات المتحدة نحو ثلاثة آلاف بينما بلغت حصيلة وفياته 60 حالة. وبدأت المدن الكبرى تدابير حجر في نهاية الأسبوع وأجرى ترامب إتصالاً هاتفياً بالمديرين التنفيذيين لمتاجر السلع الغذائية وسلاسل الإمدادات. وطالب البيت الأبيض بعد الإتصال الهاتفي الشعب الأميركي بعدم تخزين المواد الغذائية الأساسية اليومية.
وأعلنت السلطات في كلً من مدينة نيويورك وولاية واشنطن عزمهما إغلاق المطاعم والحانات والمقاهي.