اعلنت دول عدة، خلال الأيام القليلة الماضية، نتائج مبشرة بشأن تطوير علاج أو لقاح لفيروس “كورونا” القاتل الذي اجتاح العالم منذ ناهية العام الماضي، وأصاب عشرات الالاف وقتل نحو تسعة آلاف، إلا أن حتى اليوم لم يجر التوصل بشكل قاطع إلى علاج فعال بنسبة 100في المئة، فهل ينجح العالم في التخلص من هذا الكابوس؟
أعلن رئيس وكالة الأدوية الوطنية في إيطاليا نيكولا ماغريني، امس أن” اختبارات دواء “توسيليزوماب”، المستخدم في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي، لعلاج فيروس “كورونا” تبدأ اليوم (امس) في إيطاليا”.
يشار إلى أن الدواء المذكور أثبت فعاليته في مستشفيات نابولي ومودينا، حيث ينتمي إلى مجموعة مثبطات المناعة المستخدمة في علاج الأمراض الروماتيزمية في المفاصل.
وقال ماغريني:” ستبدأ التجارب اليوم(امس)، وقد أظهرت الدراسات الأولية نتائج مشجعة”، مشيرا إلى أن سيشارك في الاختبارات نحو 330 مريضا.
فيما كانت السلطات الصينية، اعلنت اول من امس، إستكمال البحث السريري لدواء “فافيبيرافير”، وهو عقار مضاد للفيروسات أظهر فعالية سريرية جيدة ضد فيروس”كورونا” المستجد (كوفيد – 19). وقال مدير المركز الوطني الصيني لتطوير التكنولوجيا الحيوية، التابع لوزارة العلوم والتكنولوجيا، تشانغ شين مين إن:”عقار”فافيبيرافير”، الذي يعد دواء إنفلونزا تم اعتماده للاستخدام السريري في اليابان في عام 2014، لم يظهر أي ردود فعل سلبية واضحة في التجربة السريرية”.
اضاف:” تمت التوصية بـ”فافيبيرافير” لفرق العلاج الطبي ويجب إدراجه في خطة التشخيص والعلاج لـ”كوفيد – 19″ في أقرب وقت ممكن”.
واكد أن”إدارة المنتجات الطبية الصينية وافقت على بدء شركة أدوية صينية إنتاج الدواء بكميات كبيرة وضمان استقرار العرض”.
في السياق ذاته أبدت شركة فرنسية لصناعة الأدوية،اول من أمس، استعدادها لتقديم نحو 300 ألف جرعة من دواء مضاد للملاريا لعلاج المصابين بفيروس”كورونا” المستجد وذلك بعد النتائج الإيجابية والمبشرة خلال التجربة العلاجية.
ونشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن شركة الأدوية اتخذت القرار بتقديم العلاج للمرضى بعد أن أثبت جدواه خلال التجارب الأخيرة، وهو مضاد للملاريا أثبت فعالية كبيرة في شفاء مرضى فيروس “كورونا” المستجد.
في السياق ذاته كشفت شبكة “سي إن بي سي”الاخبارية الاميركية أن ثلاث شركات للتكنولوجيا الحيوية حققت تقدما ملحوظا في طريق التوصل إلى علاج للفيروس، وهي شركات “بايو إن تيك” و”كيورفاك” و”موديرنا”.
وتتخصص الشركات الثلاث في إنتاج علاجات الحمض النووي الريبوزي الرسول”الرنا المرسال”، حيث تستخدم جزيئات الحمض النووي الريبوزي لإرشاد الجسم لتعزيز استجابته المناعية لمحاربة مجموعة من الأمراض المختلفة، ويمكن تطوير هذا النوع من اللقاحات وإنتاجه بسرعة أكبر من اللقاحات التقليدية.
و”موديرنا” هي شركة للتكنولوجيا الحيوية مقرها ماساتشوستس الأميركية، تعمل مع المعاهد الوطنية الأميركية للصحة، وأجرت أول تجربة لها يوم الاثنين الماضي في سياتل بواشنطن، ويعد ذلك الجزء الأول من التجارب التي تجريها المعاهد الوطنية، وتستعد الشركة للمرحلة الثانية.
أما “بايو إن تيك”، وهي شركة ألمانية، فأعلنت أيضًا عن شراكتين ستراتيجيتين لتطوير اللقاح. وتتعاون مع شركة “فيوجن فارما” لتعزيز الجهود في الصين، ومع شركة “فايزر” خارج الصين.
وبالنسبة لـ”كيورفاك” التي أثارت قلقًا كبيرًا في الفترة الماضية، فهي شركة ألمانية غير مدرجة في البورصة، وتعمل على بدء اختبار لقاح محتمل على البشر هذا الصيف، وتعهدت المفوضية الأوروبية بتقديم 80 مليون يورو من الدعم المالي لمساعدتها على إنتاج اللقاح داخل أوروبا.
وألمحت شركة الأدوية الألمانية”كيورفاك” إلى إمكانية الانتهاء من تطوير وإنتاج لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد بحلول الخريف المقبل.
وقال أحد مالكي الشركة الخاصة في تصريحات الى صحيفة ألمانية:” إذا سارت الأمور على ما يرام، قد يطور اللقاح قبيل الصيف ومن ثم يفحص ويُجاز ليكون قابلا للتوزيع في الخريف”.
ووفقا لما نشرته صحيفة”الغارديان” البريطانية نقلا عن وسائل إعلام صينية، فان المرضى الذين تلقوا الدواء الصيني تحولوا إلى نتيجة سلبية للفيروس بعد متوسط أربعة أيام من ثبوت إيجابيتهم،
بالإضافة إلى ذلك، أكدت الأشعة السينية حدوث تحسن
في حال الرئة لدى نحو 91 في المئة من المرضى الذين عولجوا بالعقار.
في العاصمة الاميركية واشنطن أعلن وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، اول من أمس، أن المختبرات العسكرية في بلاد”ه أحرزت تقدما في التجارب على لقاح ضد الفيروس”.
وأضاف إسبر، خلال مؤتمر صحافي، أن هناك سفينتين في طريقهما إلى نيويورك لتقديم المساعدة في مواجهة فيروس “كورونا” المستجد.
في الشأن ذاته كشف رئيس فريق إدارة مخاطر العدوى بمنظمة الصحة العالمية الدكتور عبد الناصر أبو بكر عن حصيلة الجهود الدولية التي تسعى للتوصل إلى علاج فعال يقضي على الفيروس الذي يؤرق العالم.
وقال في حوار مع وكالة “سبوتنيك” الروسية:” إن المنظمة تلقت طلبات لاعتماد 40 اختبارًا تشخيصيًا، و20 لقاحًا، والعشرات من التجارب السريرية للعلاجات الجارية”.
واكد أن” النتائج الأولية ستظهر في غضون بضعة أسابيع، لكن موافقة الجهات التنظيمية لإنتاج أي من هذه العلاجات وتوزيعها على الأسواق يحتاج إلى بضعة أشهر”.
اضاف:” أن” منظمة الصحة” لا تنصح بتناول دواء بعينه لعلاج الفيروس، وأن لقاح “بلاكنيل” المضاد للملاريا الذي أعلنته شركة فرنسية كعلاج فعال لـ”كورونا” لا دليل علمي يثبت فاعليته، وكذلك فاعلية الأدوية المضادة للفيروسات أو عقاقير الملاريا ضد الفيروس”.