بالفيديو: صرخة من مركز حجر صحي في سوريا

20 مارس 2020
بالفيديو: صرخة من مركز حجر صحي في سوريا

منذ أيام، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصور مرعبة التقطت من مركز حجر صحي يقبع في ريف العاصمة السورية دمشق، قال النظام إنه خصصه للمشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا المستجد.

في التفاصيل، اجتاحت مواقع التواصل موجة الغضب بعد انتشار الصور من مركز الحجر الصحي في منطقة الدوير بريف العاصمة السورية دمشق، وقلبت الدنيا رأسا على عقب، ثم تحول التسريب إلى شكوى وصلت وزارة الصحة في نظام بشار الأسد.

وأعلن النظام السوري أنه حجر على 134 شخصا كانوا قادمين من طهران في منطقة الدوير القابع بريف العاصمة دمشق. إلا أن هذا المكان لا يقل أبدا عن معتقلات النظام السوري التي يموت فيها الناس بسبب افتقارها لأقل مقومات الحياة الطبيعية.

وبالرغم من أنه مركز حجر صحي، إلا أنه فارغ من أي معايير الصحة، فالمشتبه بهم لم يعرضوا على كادر طبي للتأكد من إصابتهم، كما أن الصور التي انتشرت أظهرت أكواما من أكياس القمامة في المركز، واكتظاظا في الغرف غير المؤهلة أصلا، وأوساخا وقذارة. وبعد الشكوى، ادعت الوزارة إجراء تغيرات في المكان. فما كان من المحتجزين إلا أن عادوا ونشروا مقاطع فيديو أثبتت أن التغييرات التي قيل إنها حصلت في المركز لا تكاد تذكر أصلا.

وفي الفيديو، يظهر شبان محتجون يشكون لفريق قام بزيارة للمركز كي يتحقق من الأمر، قال الشبان إنه بعد انتشار الصور جاء فريق من وزارة الصحة إلا أنه لا إصلاحات تذكر حدثت في المكان. ويقول أحدهم للمصور مرتديا كمامة، “اطلع شوف الوضع المأساوي فوق”، ويقصد بها الطابق العلوي، حيث أكد الشاب أن كل 8 أشخاص موضوعين في غرفة عزل واحدة!

وأضاف أن الحمامات غير مجهزة للاستحمام حيث لا يوجد فيها أنابيب لضح المياه (دُش). فيما أفادت طالبة سورية تدرس في إيران، أنها لم تحصل على حقائبها حتى اليوم، وأنها تقدمت بأكثر من شكوى من دون فائدة. وأوضح الشاب أنه راض أن يدخل الحجر مدة 50 يوما إلى 100 يوم، وطلبه الوحيد أن يأتي أحدهم لفحصه فقط، مضيفا باللهجة السورية: “محجوزين ع الفاضي”. من جهة أخرى، خرجت إحدى الفتيات تقول لفريق التصوير، “أمانة وصلوا صوتنا، الوضع هون ما بينحمل”.

صعد الفريق إلى الطابق الأعلى، أكد الشبان أن المكان لا يحوي صابونا للتغسيل أصلا، كما لم يتم تزويد المركز بكمامات أصلا.أحد المحجوزين أيضا قال: “لو كنا دواب بعاملونا أحسن، نحنا مع الحجر الصحي 100 نهار بس ما بهاد المكان”. ولفتت شابة أخرى موجهة حديثها لوزير الصحة في حكومة النظام السوري، “قبل ما تقول بدك تحجر تعا شوف الوضع”.

أخيرا، في آخر الفيديو يظهر قائد الفريق الذي أجرى التحقيق ويدعى “محمد الخطيب”، وهو إعلامي سوري يملك برنامجا في إحدى الفضائيات، تحاوره مذيعة في إحدى القنوات التابعة للنظام السوري التي بررت ما يحدث في المكان أنه بسبب الظروف، ليرد عليها الخطيب بأن كل من تواجد في المكان أضحى بحاجة للحجر الصحي، ووجه كلامه لوزير الصحة أن صحة السوريين مسؤوليته، وأن ما يعيشه الحجر اليوم غير مقبول إطلاقا، طالبا من السلطات على الأقل إجراء فحوصات للمحتجزين.

إلا أن للنظام في سوريا دائما رأي آخر بكل ما يجري في البلاد، حيث نشرت وكالة أنباء النظام صورا قالت إنها لمركز الحجر الصحي في ريف دمشق بعدما وصلت الشكاوى، مدعية أن “شكاوى الخدمات في مركز الدوير للحجر الصحي بعهدة وزارة الصحة”، وذلك يوم الأربعاء، ليأتي الفيديو المنشور الخميس، ويفند كل تلك الصور.

ونشرت صفحات مؤيدة صورا قالت إنها من “المشفى الذي جهزته الصحة في منطقة الدوير، والمؤلف من 3 طوابق بسعة نحو 100 سرير مبدئياً وذلك لاستقبال الحالات المشتبه فيها من مرض #كورونا”، بحسب تعبيرها. فيما انتقد معلقون نشر الصور وقالوا: “من المريخ”. يشار إلى أن نظام الأسد في سوريا لم يعلن عن أي إصابات بفيروس كورونا حتى اليوم.