كورونا سوريا:النظام ينشر مدرعات”SAV” الجديدة..خوفاً من الفوضى

وسائل إعلام موالية للنظام نشرت صور المدرعة الجديدة (صورة انترنت)

28 مارس 2020
كورونا سوريا:النظام ينشر مدرعات”SAV” الجديدة..خوفاً من الفوضى
نشرت وزارة الداخلية السورية مؤخراً عدداً من المركبات العسكرية المدرعة في الحواجز الأمنية والدوريات التابعة لها في عدد من المدن السورية بالتزامن مع فرض حظر التجول الليلي بسبب فيروس كورونا المستجد، وهذه المرة الأولى التي تستخدم فيها القوات الأمنية التابعة لنظام الأسد هذا النوع المركبات العسكرية الحديثة.
وتداول عدد من المواقع الإعلامية الموالية للنظام صوراً لمدرعات من طراز (SAV)، متوقفة بالقرب من دوار الكرة الأرضية وسط مدينة حلب، وصوراً أخرى لمركبات عسكرية تستخدم عادة لمكافحة الشغب وفض التظاهرات.
وقالت المواقع إن المدرعات المستخدمة في الحواجز والدوريات هي جزء من المعدات التي حصلت عليها وزارة الداخلية وتم توزيعها على فروع الأمن الداخلي.
وأثار نشر المدرعات الحديثة الجدل بين الأهالي في مناطق سيطرة النظام حول مهامها المفترضة، ولماذا تم نشرها في هذا الوقت بالتحديد، في حين انشغلت أوساط المعارضة السورية بمصدر الترسانة العسكرية الجديدة التي حصل عليها النظام، وأنواعها واستخداماتها المفترضة وعلى أي الفروع الأمنية جرى توزيعها بالفعل.
المنسق الإعلامي في “الجيش الوطني” يحيى مايو أوضح ل”المدن”، أن المدرعات هذه تشبه الى حد كبير مدرعات أوكرانية تدعى  (VARTA- Novator)، مع بعض الاختلافات في الشكل الخارجي في شكل المقدمة والجوانب مع استبدال اسم المدرعة الأوكرانية باسم جديد (SAV)، وهو في الغالب اختصار “Special Armored Vehicle”.
وبحسب مايو، يمكن لنظام الأسد تجميع المركبات العسكرية المدرعة في معامل الدفاع بسهولة بمساعدة الخبرات الفنية الروسية والإيرانية، وفي الغالب جرى استيراد قطع المدرعات الجديدة عبر دولة وسيطة، قد تكون دولة عربية، لأنه من المستحيل أن تورد أوكرانيا المركبات العسكرية لصالح نظام الأسد الذي يقف مع روسيا في عدائها لأوكرانيا، كذلك يُمنع على الشركات الأوكرانية تصدير الأسلحة والمركبات العسكرية للنظام بموجب العقوبات الأميركية.
المدرعة SAV هي ناقلة عسكرية مخصصة لنقل الجنود في المعارك ويمكن استخدامها كمركبة قيادة أو إخلاء للقوات، وجرى تصفيحها بالفولاذ بشكل جيد لكي تحمي العناصر من الذخيرة الحارقة والخارقة وهي مضادة للألغام وتحمي طاقمها من الانفجارات المباشرة، وتحوي SAV على وحدات قتالية رشاشة من عيارات مختلفة، خفيفة ومتوسطة، وتتيح للطاقم استخدام النيران من جوانبها بشكل مريح.
الناشط الإعلامي عبد الفتاح الحسين قال ل”المدن”، إن النظام يمتلك المدرعات والآليات العسكرية الجديدة منذ العام 2019، ولكنه لم يكن ينشرها بشكل علني ولم يتم استعمالها سوى في التدريبات، وقد تم توزيعها على عدد من الأفرع الأمنية، أهمها، الأمن العسكري وحفظ النظام، بالإضافة للجيش الشعبي التابع لوزارة الدفاع.
وأضاف الحسين أنه “في الغالب حصل النظام على قطع المدرعات الأوكرانية من السوق السوداء عن طريق ايران والتي تولت مهمة تجميعها في معامل الدفاع في ريف حلب الجنوبي والتي تقع ضمن نطاق نفوذها قرب منطقة السفيرة شمالي سوريا، ولا أستبعد أن يمتلك حزب الله اللبناني عدداً منها”.
ويتزامن نشر النظام للمركبات العسكرية المدرعة لتطبيق حظر التجول مع حالة الغليان في الأوساط الشعبية التي تشهدها مناطق سيطرة النظام، وذلك بسبب الارتفاع الكبير في أسعار السلع الأساسية، والشلل التام لمختلف قطاعات الانتاج، إضافة إلى تحكم مليشيات النظام بمختلف القطاعات الخدمية، وهبوط أسعار صرف الليرة السورية لمستويات قياسية خلال الأيام الماضية مع ازدياد انتشار الوباء كورونا. وبدا أن نشر المدرعات وأعداد إضافية من “الجيش الشعبي” و”حفظ النظام” والفروع الأمنية اجراء استباقي قبل انفجار الأوضاع في المدن السورية الكبيرة.
الناشط الإعلامي محمد رشيد قال ل”المدن”، إن نظام الأسد يتوقع حدوث فوضى أمنية واسعة في مناطق سيطرته خلال الفترة القادمة بسبب تفشي الفيروس المستجد كورونا وانعكاساته السلبية على مختلف القطاعات الخدمية والمعيشية، لذلك تبدو فروعه الأمنية في حالة تأهب قصوى وهي مستعدة للتدخل في أي لحظة لقمع أي احتجاج. وأضاف أن الفروع الأمنية التابعة للنظام أوقفت منذ منتصف آذار/مارس كافة الإجازات لعناصرها ورفعت الجاهزية للتعامل مع أي تطور أمني.
المصدر المدن