تسارعت خسائر العقود الآجلة للنفط الأميركي لتهوي أكثر من 56% إلى أقل من 8 دولارات للبرميل، فيما يتصاعد بناء المخزونات النفطية في العالم، بما في ذلك المركز الرئيسي للتخزين بالولايات المتحدة في أوكلاهوما.
وفي تداولات سابقة، واصلت العقود الآجلة للنفط خسائرها الحادة وهوى الخام الأميركي 45% إلى 10.06 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ نيسان 1986 بسبب انخفاض الطلب وسط جائحة فيروس “كورونا”، فيما تباين أداء الأسهم في بورصات آسيا ومنطقة المحيط الهادئ.
وتراجعت أسعار النفط الخام الأميركي في التعاملات الآسيوية صباح اليوم الاثنين بأكثر من 26% دون 13.45 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ 21 عاماً على الرغم من اتفاق في وقت سابق من هذا الشهر بين دول أوبك + (تحالف يضم منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” ودولا من خارجها) لخفض الإنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا في شهري ايار وحزيران، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
وأشار الصحفي المتخصص في شؤون النفط ناصر الطيبي إلى أن “الفارق السعري بين خام غرب تكساس لشهر ايار وعقد شهر حزيران يأتي بسبب المخاوف المتزايدة من انتهاء العقد الشهري غداً، والعامل الآخر هو نقطة التسليم الفعلي في ولاية أوكلاهوما الأميركية لعقود النفط”. وأضاف الطيبي “المخزونات ارتفعت بحوالي 50% منذ مطلع اذار، وهناك مخاوف أن تمتلئ الخزانات قريباً، وهو ما قد ينعكس بضغوطات أكبر على الأسعار”.
واستمدت أسعار النفط بعض الدعم من تخطيط الولايات المتحدة لتخفيف إجراءات الإغلاق بعد أن أعلن ترمب خطوطا إرشادية للولايات لقيام بذلك على ثلاث مراحل، لكن الدعم المبكر لأسعار برنت لم يعمر طويلاً. وجاء دعم إضافي من وقف شركات النفط الأميركية تشغيل 66 منصة حفر هذا الأسبوع، في أكبر تراجع أسبوعي منذ 2015 وليصل إجمالي الحفارات العاملة إلى 438، وهو أقل مستوى منذ تشرين الاول 2016، بحسب شركة خدمات الطاقة بيكر هيوز.
والطلب العالمي على الوقود منخفض نحو 30% ما دفع منتجين رئيسيين من بينهم روسيا، في إطار مجموعة أوبك+، للموافقة على خفض الإنتاج عشرة ملايين برميل يومياً. وقال هان تان المحلل في إف.إكس.تي.إم “إذا شرعت أجزاء أكبر من الاقتصاد العالمي في خطط لاستئناف النشاط وتطبيع الأوضاع بدرجة ما، فقد يساعد ذلك أسعار النفط على الوقوف فوق أرض أصلب في ايار، وبدعم من انطلاق تخفيضات معروض أوبك+”.
ملخص أسباب تراجع عقود خام النفط الأميركي:
– وصول القدرة التخزينية حول العالم وبالذات في كوشينغ أوكلاهوما لقرب حدودها القصوى
– عقود الخام لشهر ايار المتراجعة بحدة تستحق غدا
– استمرار التدهور في الطلب بسبب فيروس “كورونا”.