أصبح الأميركيون أكثر عداءً للصين بشكل متزايد، بسبب تفشي وباء كورونا وما نتج عنه من خسائر في الاقتصاد المحلي والعالمي على حد سواء، وفقًا لاستطلاع رأي أعد على مستوى البلاد. وجاء في نتيجة الاستطلاع الذي أجراه مركز “بيو” للأبحاث، الشهر الماضي، ونشر امس الثلاثاء، أن “ثلثي الذين شملهم الاستطلاع أي 66٪ مستاؤون من الصين”.
وتشير النتائج إلى أن “غالبية الأميركيين يتفقون مع إدارة الرئيس دونالد ترمب في انتقاداتها للحكومة الصينية، والتي ازدادت في الأسابيع الأخيرة إثر “تكتمها على خطورة الوباء، في بدايات انتشاره في ووهان”. وأشار الاستطلاع إلى أن “كره الأميركيين للصين، لم يكن وليد أزمة الوباء وتداعياتها، بقدر ما كان قبل ذلك إثر الحرب التجارية لإدارة ترمب على الصين والانتقادات المستمرة لسياساتها، إذ بدأت وجهات النظر السلبية للأميركيين تجاه الصين في مطلع العام 2019”. وأظهر الاستطلاع الذي أجري بناء على رأي 1000 أميركي، أن حوالي 90 بالمئة منهم يرون أن القوة والنفوذ الصينيين المتزايدين يشكلان “تهديدًا كبيرا” لهم.
وفي الوقت نفسه، تعتقد غالبية المستطلعين، أي بنسبة 91 في المائة، أن “العالم أفضل حالاً مع القيادة الأميركية، من القيادة الصينية”. وتم إجراء الاستطلاع طوال شهر اذار، عندما بدأ تأثير جائحة “كورونا” على دول العالم، إذ أغلقت الدول حدودها، وأصدرت أوامر البقاء في المنازل، وأغلقت قطاعات اقتصادية واسعة. ولم تشر النتائج إلى أن “آراء الأميركيين بشأن الصين قد ساءت في اذار فقط، إذ أشار مشاركون إلى أن نظرتهم السلبية تجاه الصين بدأت قبل زمن الاستطلاع وقبل كورونا، بخلاف آخرين تولدت لديهم نظرة قاتمة على الصين خلال تفشي الوباء في العالم”.
وما ساهم بشكل كبير في هذه القناعات السلبية لدى الأميركيين، انتقادات واشنطن لبكين بشأن انتهاكات حقوق الأقليات الدينية وعلى رأسها موضوع أقلية الإيغور، إضافة الى الهجمات السيبرانية للحزب الصيني الشيوعي وقضايا أخرى. ويرى الاستطلاع أن “ما لا يقل عن 61٪ من المستطلعين، قالوا إن السياسة الخارجية للصين، تشكل قلقا لبلادهم، فيما يرى 57٪ أن الهجمات الإلكترونية من الصين وسياساتها في مجال حقوق الإنسان ضد الأقليات يشكل تهديدا خطيرا”.