إضحك مع العبود: ماذا لو غضب الأسد من بوتين؟

9 مايو 2020آخر تحديث :
إضحك مع العبود: ماذا لو غضب الأسد من بوتين؟
قدم المحلل السياسي وعضو مجلس الشعب السوري، خالد العبود، الشهير بنظرية المثلثات والمربعات الشهيرة، تحليلاً فكاهياً للعلاقات الروسية مع نظام الأسد. اعتبر فيها رئيس النظام بشار الأسد صاحب الفضل في مكانة نظيره الروسي فلاديمير بوتين الدولية، من جهة، وحذر فيها الأخير من غضب الأسد بهجمات ضد الجنود الروس في الساحل السوري.

وتحت عنوان “ماذا لو غضب الأسد” كتب العبود أن الأسد لم يكن بحاجة لبوتين من أجل “هزيمة الإرهاب” لكنه أراد حماية القوات الحليفة الأخرى، إيران وحزب الله، من مواجهة الولايات المتحدة بشكل مباشر في البلاد. كما تحدث عن العطايا الاقتصادية التي منحتها دمشق لموسكو، كسبب وراء دفاع روسيا عن النظام وعقدها حلفاً معه، ورأى بناء على هذا المنطق الفذ أن “بوتين أضحى بحاجة ماسة للأسد، كون الرئيس الأسد منحه ما أراد أن يمنحه إياه، كي يحافظ على مصالح روسية لبوتين في سورية”

وأضاف العبود: “ماذا لو أن الاستخبارات السورية فخخت هذه الجبال بعشرات الآلاف من المقاتلين الذين رفعوا شعار المقاومة للاحتلال الروسي، أو بدأوا بعمليات انتقامية من القوات الروسية، نتيجة تدخل روسيا، وبوتين تحديداً، في الشؤون الداخلية السوريّة؟”.

وأثار المنشور سخرية واسعة في مواقع التواصل، ونشره السوريون مع الضحكات وعبارات مثل “اضحك مع العبود”، لأن مضمونه ساخر بحد ذاته ولا يحتاج إلى تعقيب من أجل خلق الفكاهة. فيما أشار آخرون إلى أن هذا هو الأسلوب التقليدي الذي يعتمده إعلام النظام في خلق الدعاية الرسمية، أي تصدير البطولات الفارغة للشعب السوري على طريقة عنتريات مسلسل “باب الحارة”.

ورغم السخرية العامة، قدم بعض المعلقين قراءات أكثر جدية. فكتب الصحافي السوري، شعبان عبود، على سبيل المثال بأن يجب الانتباه لما يجري في كواليس العلاقات الروسية الإيرانية من جهة، والعلاقات بين النظام وموسكو من جهة ثانية. مضيفاً أنه “حتى لو خرج هذا الموقف من شخصية غير ذات قيمة في النظام، فهو يبقى موقفاً رسمياً لأن كاتبه لن يتجرأ على الدخول في هذا الموضوع من دون موافقة القصر الجمهوري” وذلك لأن “البيان المعّد والمجهز لغوياً وسياسياً بشكل جيد جداً يبدو أكثر بكثير من مجرد منشور” في “فايسبوك”، معتبراً أن البيان “أول إشارة جدية تخرج إلى الإعلام توحي بوجود تطورات مرتقبة تخص مستقبل النظام، وأن البيان قد يعكس خشية من تفاهمات سرية أميركية روسية متعلقة بسوريا ومستقبل النظام.

وطوال الأسابيع الماضية، التي شهدت أنباء عن توتر في العلاقات بين بوتين والأسد، مع العديد من التسريبات الإعلامية والمقالات الروسية التي هاجمت الأسد، اتبع الإعلام الرسمي سياسة الصمت، قبل أن يقول أن تلك المقالات كانت نتيجة للقرصنة.

إلى ذلك، رد النائب الآخر في مجلس الشعب، نبيل صالح على العبود، عبر صفحته في “فايسبوك” بالقول أن كلامه “مجرد هراء”، معتبراً أنه ليس من الحكمة أن يهدد العبود، بوتين وجيشه ولو بطريقة المداورة.

وأشار الصالح، إلى أن العبود أنه ليس ناطقاً باسم الأسد أو باسم الجيش السوري، معتبراً المقال “أشبه بمحاولة تربيع الدائرة وهو سيء في التقييم السياسي، بل هو مجرد هراء غير سياسي يبلبل رأي عموم مواطنينا المؤيدين ويقسمهم. وأكمل: “قد تكون حراً برأيك الشخصي ولكن كونك تحمل صفة رسمية في مجلس الشعب الذي أنتمي إليه أطلب منك سحب هذا المقال أو اعتباره مجرد نكتة بكل احترام واسلم من الأوهام”.

وتدخلت روسيا عسكرياً إلى جانب النظام العام 2015، وينسب إليها الفضل في بقاء النظام وسيطرته حالياً على نحو 70 بالمئة من أراضي البلاد. وبات لها نفوذ واسع في البلاد، مع تحصيلها عقوداً استثمارية لأمد طويل، وإنشائها قواعد عسكرية مختلفة في البلاد.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.