يواجه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مهمة شاقة لتحقيق الاستقرار في العراق، في بلد يمر بأصعب تحد له منذ سيطرة تنظيم “داعش” على أجزاء واسعة من البلاد في 2014. واكدت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية في تقرير نشر اليوم الأربعاء ان “الكاظمي، رئيس جهاز المخابرات السابق، أقدم بعد أقل من أسبوع على توليه مهام منصبه باعتقال أول الأشرار في إشارة منها إلى عناصر ميليشيا ثأر الله في البصرة”.
وكان الكاظمي أعلن الاثنين الماضي اعتقال عناصر تابعين للميليشيا بعد قيامهم بفتح النار على محتجين في البصرة مما تسبب بمقتل شخص. وتضيف الصحيفة أن “هذه الاعتقالات كانت محاولة من الكاظمي لإظهار أن تعهده بإنهاء دائرة العنف ضد المحتجين في العراق، هي أكثر من مجرد كلام”. أما على الصعيد المحلي، فتؤكد الصحيفة أنه يمكن لمحاولات الكاظمي استرضاء الحركة الاحتجاجية أن تكسبه بعض الوقت، بعد القرارات التي اتخذها مؤخرا والمتمثلة بإطلاق سراح المحتجين المعتقلين وترقية الجنرال عبد الوهاب الساعدي وفتح تحقيق في مقتل المتظاهرين.
وتضيف “لكن مع وجود الكثير من العوائق المباشرة أمام الكاظمي، فإن التوقعات منخفضة في إمكانية نجاحه بتنفيذ الإصلاحات التي يحتاجها العراق”، مشيرة إلى أنه “في أحسن الأحوال، يمكنه محاولة تثبيت السفينة”. وتنقل عن المحلل السياسي ساجد جياد القول، “لقد فهم (الكاظمي) أنه لا يستطيع هزيمة الأحزاب السياسية، لكنه موجود لتحقيق الاستقرار في البلاد”.