بالفيديو: “لا أوكسجين في الناصرية”

28 يونيو 2020
بالفيديو: “لا أوكسجين في الناصرية”

يقول ناشطون عراقيون إن الناصرية تدفع ثمن مواقفها السياسية التي قدمتها في التظاهرات الأخيرة، حيث تعاني من إهمال كبير في ظل جائحة كورونا. وأظهر مقطع فيديو، وثق الحالة في الناصرية جنوبي العراق، حجم المشكلة الصحية الحقيقي الذي تعاني منه هذه المدينة بسبب انتشار فيروس كورونا. المقطع يظهر طابورا طويلا من المواطنين ينتظرون دورهم للحصول على عبوة أوكسجين، تستخدم للمساعدة على التنفس للأشخاص الذين يعانون من انخفاض نسبة الأوكسجين في الدم، بسبب أمراض تنفسية منها فيروس كورونا الذي ينتشر في المحافظة بشراسة.

ومنذ أكثر من أسبوعين تنقل وسائل إعلام محلية صرخات ناشطين من المحافظة تدعو الحكومة إلى توفير الأوكسجين للأهالي، لكن الأزمة لم تحل، رغم تأكيد المسؤولين المحليين ورئيس الحكومة على احتوائها. وحملت وزارة الصحة العراقية، القوات الأمنية ووزارة الصناعة وإدارة مستشفى الحسين في الناصرية مسؤولية الأزمة في المستشفى، وقال المتحدث باسم الوزارة سيف البدر إن “ما حصل في محافظة ذي قار هو تقصير من إدارة المستشفى والقوات الأمنية المسؤولة عن ضبط الأعداد الداخلة للمستشفى”. واتهم البدر وزارة الصناعة بالتلكؤ في تجهيز الأوكسجين، مبينا أن الكميات المجهزة “غير كافية وليست بالجودة المطلوبة مع إن الأوكسجين مباع وليس مجانا”. وتتهم الحكومة العراقية “فاسدين” بـ” عرقلة  إنتاج مادة الأوكسجين ووصولها إلى المستشفيات”، لكن ناشطين يقولون إن الموضوع سياسي لمعاقبة الناصرية على موقفها في التظاهرات الأخيرة. وانتشر وسم “الناصرية تختنق” حيث كتب فيه مدونون وناشطون استغاثات لإيصال مادة الأوكسجين إلى مدينة الناصرية، فيما نشر بعضهم وثائق تشير إلى تصاعد حالات الوفيات فيها.

وطلب محافظ ذي قار، التي تتبع لها مدينة الناصرية، من رئيس الحكومة السماح لشحنة عبوات أوكسجين كويتية بالدخول العاجل إلى العراق، بعد مناشدات أطلقتها المحافظة، فيما أرسلت الحكومة المركزية “صهريج أوكسجين” إلى المدينة “استجابة لمناشدات مواطنيها” كما قال بيان لوزير الصناعة العراقي. وقال طبيب في مستشفى الحبوبي في المدينة لموقع “الحرة” إن المستشفى شبه خال من الأوكسجين، والمرضى في حالة “اختناق” فعلية. وأضاف أن “ذوي المرضى من الأغنياء يشترون قناني الأوكسجين بمبالغ كبيرة فيما لا يستطيع المرضى الفقراء ذلك”. وأضاف الطبيب الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن “الحالة مخيفة جدا وبحاجة إلى تدخل عاجل من قبل الحكومة”.

ونشر ناشطون فيديوهات لمتظاهرين من الناصرية تطوعوا لإيصال الأوكسجين حملا على ظهورهم بسبب تعطل المصاعد.

وقارن ناشطون بين ما يجري في الناصرية وما جرى في واسط، حيث نشروا فيديو لمعمل أوكسجين مغلق في محافظة واسط قالوا إن المحافظ أغلقه لتسهيل شراء الأوكسجين من إيران.

وبالفعل، رافق نشر فيديوهات لصهاريج تدخل الحدود، حملة “من الشماتة” من قبل مؤيدين للميليشيات، مخيرين المرضى بين استنشاق “الأوكسجين الإيراني” وبين الموت.