بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف رواد حفلة موسيقية في مدينة مانشستر في 22 ايار 2017، وأسفر عن مقتل 22 شخصا وإصابة المئات، قرر دانيال بورك، 33 سنة، من مدينة ويثنشاوي، الانتقام لبلاده للضحايا وقتال داعش في عقر داره في سوريا. وبحسب صحيفة ميرور، انضم بورك إلى أحد فصائل القوات الكردية في سوريا، لمحاربة داعش، ولكن عندما عاد إلى بلاده اتهمته السلطات بالانضمام للتنظيم، ولاحقا تم الافراج عنه. وقال بورك، “عندما هاجموا مانشستر كانوا يستهدفون المدنيين والأطفال، لا أحد يفعل ذلك، وهذا الحدث وقع في مدينتي”. وكان بورك جندي في فرقة المظلات البريطانية، وخدم في أفغانستان عام 2007، وظل بالجيش البريطاني حتى 2009.
بعد تفجير مانشستر أراد العودة إلى الشرق الأوسط لمساعدة أولئك الذين يحاربون داعش، لذا تقدم بطلب للانضمام إلى التنظيمات الكردية المنضوية تحت لواء وحدات حماية الشعب، وفي غضون أسابيع كان بورك في الشرق الأوسط. بعد رحلة معقدة عبر ميكونوس، أثينا، عمان، القاهرة، انتهى الحال ببورك في السليمانية الكردية في العراق، ثم التحق بقوات حماية الشعب الكردية في سوريا.
وأضاف، “عندما وصلت إلى هناك كان الأمر مخيفًا للغاية، والوصول الى هناك أمر معقد، وبعد وصوله إلى منزل آمن، التقى دانيال بأوروبيين آخرين، بما في ذلك أوليفر هول، الذي عٌرف باسم “البطل المتميز”، ودانيال نيوي، وكون معهما صداقة قوية.
وقام البريطانيون الثلاثة برحلة طويلة إلى معسكر تدريب القوات الكردية، في سوريا، للتأقلم على الماء والطعام والحرارة، ولم يكن لديهم أي أفكار عما ينتظرهم، وبعد فترة، انتهى الحال ببورك بقيادة فرقة من وحدات حماية الشعب في جنوب سوريا، وفي أواخر عام 2017، وجد نفسه يقاتل في منطقة دير الزور، أحد معاقل داعش الأخيرة.
كما أنه خلال فترة وجوده في سوريا، كان يقوم بتصوير الأوضاع وارسال المعلومات والوثائق والخرائط إلى خبراء مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة وأميركا، وكان جمع المعلومات كافيًا لإقناع وحدات حماية الشعب بأن دانيال كان جاسوسًا بريطانيًا، ويقول إنه تم استجوابه لعدة أيام قبل أن يقتنعوا بخلاف ذلك.
وعندما عاد إلى المملكة المتحدة، القت السلطات القبض عليه واتهمته بالانضمام الى داعش وارتكاب جرائم إرهابية، وتوفير الأموال والمعدات العسكرية لتنظيم إرهابي والانخراط في السلوك استعدادًا لارتكاب عمل إرهابي أو التحضير له أو التحريض عليه بين 7 تشرين الاول و7 كانون الاول من العام الماضي. وقال دانيال، “وصفي بالإرهابي جعلني أشعر بخيبة أمل كبيرة في بلدي”.
أمضى سبعة أشهر في الحبس الاحتياطي في سجن واندسوورث، حيث وصفه سجناء آخرون بأنه “جهادي”، قبل إسقاط التهم عنه الأسبوع الماضي في أولد بيلي بعد مراجعة دائرة النيابة العامة، مع إسقاط القضية الآن، طالب محامو دانيال بتفسير أكثر تفصيلاً للقرار الذي لم يستند إلى أي دليل في قضيته.