قال مسؤولون كبار في الشرق الأوسط، يوم الاثنين، إن لبنانيا متهما بتمويل حزب الله أطلق سراحه من السجن في الولايات المتحدة الشهر الماضي نتيجة لاتصالات غير مباشرة بين طهران وواشنطن.
وحسب ما نشرته وكالة “رويترز” فقد توقع المسؤولون أن تسفر الاتصالات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران عن مزيد من عمليات الإفراج.
وجرى الإفراج عن قاسم تاج الدين في 11 يونيو، وفقا لمكتب السجون الاتحادي الأمريكي، ووصل إلى لبنان الأسبوع الماضي، علما أن أسباب الإفراج عنه تندرج تحت بند السرية في الولايات المتحدة.
وفي عام 2009، صنفت الولايات المتحدة تاج الدين داعما ماليا مهما لحزب الله، وتم تسليمه إلى الولايات المتحدة بعد اعتقاله في المغرب عام 2017.
وأقر تاج الدين (65 عاما) بالذنب في عام 2018 بتهم مرتبطة بانتهاك العقوبات الأمريكية المفروضة عليه وحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات ودفع غرامة 50 مليون دولار.
وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بأن تاج الدين أطلق سراحه بسبب مخاوف صحية وأن التقارير التي تفيد بأن الإفراج كان جزءا من صفقة خلف الكواليس غير صحيحة، مشيرا إلى أن الحكومة الأمريكية عارضت الإفراج لكنها ستلتزم بقرار المحكمة.
من جهته، نفى شبلي ملاط محامي تاج الدين أن يكون للإفراج أي علاقة بإطلاق سراح سجناء آخرين، وقال “لإن العملية كانت قضائية بحتة”.
وقال ملاط إن تاج الدين كان ينفي دوما دعم حزب الله ودحض اعتباره ممولا للإرهاب.
وأضاف أن قاضيا أمر بالإفراج عن تاج الدين في 27 مايو بانتظار الحجر الصحي لمدة 14 يوما بناء على اقتراح قدمه محاموه وجادلوا فيه بضرورة الإفراج عنه بسبب مخاطر الإصابة بمرض “كوفيد-19 في السجن”.
هذا، وقال اثنان من المصادر إن الإفراج عنه كان جزءا من المسار نفسه الذي أسفر العام الماضي عن الإفراج عن نزار زكا، رجل الأعمال اللبناني المقيم إقامة دائمة في الولايات المتحدة، من إيران، وسام جودوين، وهو مواطن أمريكي، من سوريا.
“تفاهمات غير مباشرة” بين طهران وواشنطن
وقالت المصادر، ومنها مسؤول كبير في الشرق الأوسط ومسؤول لبناني كبير ودبلوماسي إقليمي، إن الإفراج جاء نتيجة “تفاهمات غير مباشرة” بين طهران وواشنطن.
وصرح المسؤول في الشرق الأوسط بان “إطلاق سراح تاج الدين يأتي ضمن مسار طويل من عمليات التبادل التي ستحدث لاحقا على مستوى واسع، ولا يزال هناك من سيفرج عنهم الجانبان.. ستستمر هذه العملية.”
ووصف الدبلوماسي الإقليمي أيضا الإفراج عن تاج الدين بأنه مقدمة لمزيد من الصفقات المحتملة التي تشمل نحو 20 شخصا، وأوضح أن “جميع الأطراف المعنية تختبر بعضها البعض إذ لا توجد ثقة”.
وأفاد المسؤول اللبناني الكبير بأن العملية مستمرة في سرية تامة وبدأت بتسليم غودوين والأجانب الآخرين الذين تحتجزهم سوريا.
إلى ذلك، ذكر اثنان من المصادر أن اللواء عباس إبراهيم رئيس جهاز الأمن العام اللبناني يقوم بدور الوسيط الرئيسي في العملية.