وسط تصاعد الغضب في المحافظة الجنوبية بسبب اغتيال الناشطين ومطالبات بمحاسبة القتلة، اشتبكت قوات الأمن العراقية، الجمعة، مع محتجين في البصرة وأطلقت الرصاص في الهواء لتفريقهم.
وأفادت مصادر أمنية بأن متظاهرين أضرموا النار بمكتب البرلمان في البصرة. وفتحت قوات الأمن النار، في حين كان المحتجون يلقون القنابل الحارقة على المبنى.
يشار إلى أن المحتجين احتشدوا لمطالبة البرلمان العراقي بإقالة المحافظ بعد مقتل اثنين من الناشطين وإصابة آخرين في ثلاث هجمات منفصلة نفذها مسلحون مجهولون خلال الأيام القليلة الماضية. وهناك محاولات لإبعاد المتظاهرين عن مكتب البرلمان.
ويطالب المحتجون بمحاسبة قتلة الناشطين في المحافظة. ووصلت فرق الدفاع المدني إلى مكان الحريق، وسارعت للسيطرة على النيران، وفقاً لمصدر أمني.
إلى ذلك، أحرق محتجون صورة رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، بعد أن شتم المحتجين في الناصرية جنوب البلاد.
من جهتها، أعلنت شرطة البصرة في بيان، أنها “تلتزم بأقصى درجات ضبط النفس رغم استعمال المتظاهرين لقنابل المولوتوف وقذف الحجارة”.
وقالت إنه “على الرغم من التعامل الحسن وتأمين الحماية اللازمة لتظاهرة عدد من مواطني البصرة ولكن بالمقابل تم التصرف مع القوات الأمنية بالعكس، حيث تم استخدام الزجاجات الحارقة والحجارة، مما أوقع عدداً من الجرحى في صفوف القوات الأمنية”، مشيرة إلى أن هذا يأتي “في الوقت الذي تؤدي قواتنا الأمنية واجباتها لحماية المتظاهرين وتأمين منطقة التظاهر، وتلتزم بالتعليمات الخاصة بالتعامل الإنساني وحماية الجمهور المتواجد في مكان التظاهر، وهي تلتزم بأقصى درجات ضبط النفس تحت ضغط الأفعال من مثيري العنف”.
كما تابعت الشرطة: “نلاحظ بصورة واضحة سبب استخدام عدد من المجاميع داخل التظاهرات قناني المولوتوف وبكميات كبيرة، فضلاً عن رمي الحجارة، ما أدى إلى إصابات في صفوف القوات الأمنية بشظايا وجروح مختلفة، وهذا الأمر يعد مخالفاً للقانون، وما هو إلا محاولة لحرف مسار التظاهر السلمي ولخلط الأوراق ومحاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في المحافظة”.
إلى ذلك دعت “جميع المتظاهرين السلميين إلى التعاون لمنع المجاميع المثيرة للعنف من ممارسة هذه الأفعال والتي تستوجب الرد وفقاً للقانون. وتهيب مديرية شرطة محافظة البصرة بجميع المتظاهرين السلميين والمحتجين الانتباه إلى ذلك، وتشكر جميع المتعاونين معها لتأمين وحماية المتظاهرين”.
يذكر أن الناشطة ريهام يعقوب، التي اشتهرت بمشاركتها في الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت ضد الطبقة الحاكمة، والمحاصصة والفساد في العراق، فضلاً عن سيطرة الميليشيات الموالية لإيران، قتلت الأربعاء، وأصيب ثلاثة آخرون عندما فتح مسلحون يحملون بنادق هجومية ويستقلون دراجة نارية النار على سيارتهم.
وهذه هي الحادثة الثالثة هذا الأسبوع التي يستهدف فيها مسلحون ناشطاً سياسياً، بعد مقتل أحد النشطاء وإطلاق النار على أربعة آخرين بسيارتهم في حادث منفصل.
وبدأت موجة العنف عندما اغتيل الناشط تحسين أسامة الأسبوع الماضي، ما أدى إلى مظاهرات في الشوارع استمرت ثلاثة أيام أطلقت خلالها قوات الأمن الرصاص الحي على المتظاهرين الذين رشقوا منزل المحافظ بالحجارة والقنابل الحارقة وأغلقوا عدة طرق رئيسية.
إلى ذلك، أقال رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، مسؤولين في شرطة البصرة والأمن الوطني، الاثنين، وأمر بفتح تحقيق في أعمال العنف، وهدّأ ذلك المتظاهرين حتى أعاد مقتل ريهام يعقوب خروجهم إلى الشوارع.