متظاهرون أوروبيون ضد كمامة كورونا

30 أغسطس 2020
متظاهرون أوروبيون ضد كمامة كورونا

شهدت كل من برلين وباريس ومدينة زيورخ السويسرية احتجاجات، سميت بالحراك الأوروبي في زمن كورونا، ليس ضدَ البَطالة أو ضدَ الحكومة، إنه حراك ضد الكمامة وضد باقي التدابيرِ لمواجهةِ جائحةِ كورونا.

ففي قلب برلين آلافٌ يتظاهرون بطبيعةِ الحالِ، من دون كمامة، لا بل مع الإصرارِ على التلاصق لا تباعد اجتماعيا. وحصل المتظاهرون على ترخيصٍ للتجمع، شرط الالتزام بالمعاييرِ الصحية، لكنهم خالفوا المعايير فتدخلت الشرطة.

وتشابهت الصورة من برلين إلى سويسرا وتحديدا زيوريخ، ومنها إلى باريس أيضا المشهد ذاته. فهل هو التعبُ من أزمةٍ طالت ؟ أم استسلامٌ لنظرياتِ المؤامرة؟

في كلِ الأحوال لا تأتي هذه التظاهرات في أفضلِ الظروف، فأرقامُ الإصاباتِ ترتفع، وبسرعة على امتدادِ القارةِ العجوز والجميعُ يستعدُ للتعايشِ مع موجةٍ ثانية.

وقد فرقت شرطة برلين احتجاجا حاشدا في العاصمة الألمانية على قيود فيروس كورونا، أمس السبت، وألقت القبض على 300 بعد امتناع المتظاهرين عن تنفيذ تعليمات التباعد الاجتماعي واستخدام الكمامات.

واحتشد زهاء 38 ألف محتج للمشاركة في فعاليات بمختلف أنحاء المدينة، وأفادت الشرطة بحدوث بعض الاضطرابات في ظل ازدياد الإحباط العام من إجراءات احتواء الفيروس وارتفاع أعداد الإصابات في أوروبا. وجرى تنظيم احتجاجات مماثلة خلال اليوم في باريس ولندن وغيرهما.

وقالت شرطة برلين على تويتر، “للأسف لم يكن أمامنا اختيار آخر”، مضيفة أن الناس لم تمتثل لشروط الأمان خلال المسيرة. ونشرت الشرطة 3000 من أفرادها للسيطرة على الحشود. وقالت إنها استعدت لعنف محتمل بعد أن دعا نشطاء يعارضون قيود فيروس كورونا متابعيهم على وسائل التواصل الاجتماعي في أوروبا لتسليح أنفسهم والتجمع في برلين.

وكانت الشرطة قد حظرت الاحتجاج في وقت سابق من الأسبوع الماضي لكن محكمة ألمانية أعطت الضوء الأخضر لتنظيمه. وتمكنت ألمانيا حتى الآن من إدارة أزمة جائحة فيروس كورونا بشكل أفضل من العديد من نظيراتها الأوروبية، إذ ساعد إجراء اختبارات الكشف عن الإصابة على نطاق واسع في الحد من الإصابات والوفيات. لكن الإصابات اليومية الجديدة زادت على نحو مطرد في الأسابيع الأخيرة، كما هو الحال في معظم أنحاء العالم.

وفي باريس، نظم قرابة 200 ناشط معارض لوضع الكمامات مسيرة للاحتجاج على الإجراءات الصحية ورفعوا لافتات عليها شعارات مثل “لا لدكتاتورية الصحة” و”دعوا أطفالنا يتنفسون”. كما تجمع عدة مئات من المتظاهرين في ميدان الطرف الأغر بالعاصمة البريطانية لندن، واصفين فيروس كورونا بأنه خدعة ومطالبين بإنهاء قيود العزل العام.

وأودى الفيروس بحياة ما يزيد على 40 ألفا في بريطانيا، وشهدت فيينا وزوريخ احتجاجات سلمية.