تواصل أنقرة بعث الإشارات بخصوص استعدادها للجلوس على طاولة الحوار فيما يتعلق بخلافها مع اليونان بشأن التنقيب عن النفط في شرق المتوسط، مع التلويح بعدم استبعاد أي وسيلة تتيح لها الدفاع عن مصالحها، في وقت اقترح فيه الاتحاد الأوروبي عقد مؤتمر “متعدد الأطراف” لبحث حلول للتوتر المتصاعد.
وفي هذا الصدد، قال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، في كلمة له، اليوم الجمعة، إنّ جيش بلاده يواصل تحمل مسؤولياته وأداء مهامه شرقي البحر المتوسط، مضيفاً أن القوات المسلحة تؤيد الحوار في الوقت ذاته.
وشدد أكار على دعم القوات المسلحة لمبادرة البدء بمباحثات عسكرية، عقب محادثات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، وفق ما أوردته وكالة “الأناضول”.
واعتبر الوزير التركي أنّ تصريحات فرنسا من العراق، ووجودها في شرقي المتوسط “لا يخدمان السلام والحوار، ولا ينسجمان مع روح التحالف (الناتو)”.
وأمس قال الوزير التركي إنّ “هناك من يأتي إلى المنطقة من آلاف الكيلومترات ليحاول التنمر بلعب دور الملاك الحارس، إلا أن هؤلاء سيعودون كما أتوا”.
وأوضح أكار أن “فرنسا ليست من الدول الضامنة لقضية جزيرة قبرص، وليست ممثلة الاتحاد الأوروبي”، متسائلاً: “بأي حق توجد هذه الدولة في شرق المتوسط؟”، مضيفاً: “إن كنتم تسعون للتنمر، فإن زمن التنمر قد ولى”.
في سياق متصل، التقى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الجمعة، وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، بحسب ما ذكر مراسل “الأناضول”، الذي أوضح أنّ لقاء جرى في مقر الأمم المتحدة، بعيداً عن عدسات الصحافيين.
وفي إطار المساعي الأوروبية لتخفيف التوتر، اقترح رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل، الجمعة، عقد مؤتمر “متعدد الأطراف” للحد من التوتر شرقي البحر المتوسط.
وقال ميشيل، في تصريح للصحافيين في بروكسل، إنّ زعماء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، سيعقدون قمة حول تركيا في بروكسل يومي 24 و25 سبتمبر/ أيلول الجاري، موضحاً أنّ القمة من المقرر أن تتناول ماهية السياسة التي ستتبع حيال تركيا، وكيفية تطوير العلاقات معها.
وأضاف أنّ مواضيع مثل حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة، والطاقة، والأمن، والهجرة شرقي المتوسط، سيتم تقييمها من قبل القادة.
واقترح ميشيل عقد مؤتمر “متعدد الأطراف” للحد من التوتر شرقي المتوسط، مشيراً إلى إمكانية مشاركة الأطراف المعنية وحلف شمال الأطلسي فيه.
وبيّن أنه أبلغ أنقرة وأثينا بالمقترح، قائلاً إنّ المؤتمر يمكن أن يكون أفضل وسيلة لتخفيف التوتر في المنطقة، وفتح قنوات الحوار. وفيما أعرب المسؤول الأوروبي عن رغبته في انتهاء التوتر الحاصل شرقي المتوسط في الأسابيع الأخيرة، شدد على أن “الوضع لا يمكن أن يستمر على هذا النحو”.
وكانت اليونان أعلنت، مساء أمس الخميس، أنّه لا محادثات مقرّرة بينها وبين تركيا لتخفيف التوترات المتزايدة بين البلدين في شرق المتوسط، نافية بذلك ما أعلنه حلف شمال الأطلسي أنّه سيستضيف “محادثات تقنية” بين أثينا وأنقرة لحلّ هذه الأزمة.
وتعتبر أثينا أن بحث تركيا عن الغاز الطبيعي شرقي البحر الأبيض المتوسط غير قانوني، لأنّ المنطقة تنتمي إلى ما يسمى “المنطقة الاقتصادية الخالصة”، في حين ترفض أنقرة هذه المزاعم، ما دفع اليونان لوضع جيشها في حالة تأهب قصوى لمنع سفينة البحث “أوروك رايس” التركية من إجراء مسوحات زلزالية.
والأحد الماضي، أكدت تركيا أنها لن تسمح لليونان بتحقيق هدفها في الاستفزاز المتمثل بإرسال جنود إلى جزيرة تقع قبالة السواحل التركية مباشرة.