رأت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية في سلسلة الأحداث العنيفة الأخيرة على الحدود الشمالية مؤخراً، سواء من “حزب الله” أو طهران، تهديداً دائماً لإسرائيل على الرغم من الجهود الروسية لطردهم من المنطقة. وقالت إنه يجب على الجيش الإسرائيلي ألا يأخذ الموقف باستخفاف.
وقالت إن “الهجوم” الذي تم “إحباطه” في آب/أغسطس جنوب مرتفعات الجولان، و”الذي انتهى بالقضاء على أربعة إرهابيين، ليس له علاقة مباشرة بالصراع الأكبر مع حزب الله”.
وأضافت “لهذا السبب، فإن الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى على الحدود الشمالية، مقتنعاً بأن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ما زال مصمماً على تقديم جثث جنود إسرائيليين للعالم”.
وتابعت: “هذا هو وعد نصرالله لشعبه الذي يرسله ليقاتل ويموت في أرضٍ أجنبية خارج الهالة الوقائية للردع المتبادل بين إسرائيل وحزب الله في لبنان”. وقالت إن “نصر الله يعتقد أنه كخبير في المجتمع الإسرائيلي، يعرف كيف يعلّم الإسرائيليين وكيف يصدمهم”.
ورأت الصحيفة الإسرائيلية أنه “عندما يتنافس القادة الإسرائيليون للتفوق على بعضهم البعض بالتهديدات بعمل عسكري، فإنهم يعملون فقط على تعزيز إحساسه بأن إسرائيل تفرّ من الصراع”. وأضافت “على هذا النحو، يمكنه الاستمرار في البحث عن فرصة للرد على الهجمات على مقاتليه في سوريا والتي نُسبت إلى إسرائيل”.
من الناحية العملية، تواصل إسرائيل مساعيها العسكرية في سوريا، بما في ذلك العمل ضد المواقع التي يتواجد فيها مقاتلو “حزب الله”، حسب الصحيفة.
منذ وقت ليس ببعيد، سقطت شظايا صاروخ سوري مضاد للطائرات في بلدة مجدل شمس الإسرائيلية، بالقرب من الحدود. رداً على ذلك، هاجمت طائرات “هيليكوبتر” تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي مواقع للجيش السوري تحتوي على معدات لجمع المعلومات الاستخبارية، وبعضها قد خدم “حزب الله” على الأرجح. تقول الصحيفة إن الهجوم ربما تسبب في وقوع إصابات في صفوف الحزب.
وأضافت “حقيقة أن الخلية الإرهابية (في الجولان) قد تمّ القضاء عليها بواسطة كمين لوحدة من لواء الكوماندوز تشير أيضاً إلى جهد استخباراتي غير عادي ومستوى عالٍ من اليقظة من قبل الجيش الإسرائيلي الذي يشرك وحدات النخبة في أنشطة أمنية روتينية في الشمال”.
وتابعت: “بدلاً من الحرب، أطلقت إسرائيل حواراً دبلوماسياً مع حزب الله بعد تسلله الأخير، على أمل أن يتفهم نصر الله. لكنه لم يفعل. يريد جثة” من عناصر الجيش الإسرائيلي. “كما لا تستطيع إسرائيل استبعاد احتمال أن تكون هذه المحاولة الهجومية (في الجولان) قد نفّذتها ميليشيات موالية لإيران. هؤلاء متطوعون من العراق وأفغانستان يعملون تحت رعاية الحرس الثوري الإيراني في سوريا، ولديهم مسار طويل ودموي مع إسرائيل بعد تصفية العشرات منهم في سلسلة من الهجمات في البلد الذي مزقته الحرب”.
وقالت إنه “في هذه الحالة، حاول المتسللون الوصول إلى نقطة حدودية تابعة للجيش الإسرائيلي يتم تشغيلها بشكل متقطع، من أجل زرع متفجرات تنفجر عند وصول الجنود”.
وبحسب الصحيفة، يكشف هذا الحادث نقطة ضعف في علاقات إسرائيل مع الروس في سوريا. تعهدت روسيا لإسرائيل بأن الإيرانيين أو القوات الموالية لإيران لن يعملوا تحت أي ظرف من الظروف من الجانب السوري من الجولان. حتى أن الروس نشروا قوات الشرطة العسكرية في نقاط رئيسية في المنطقة للوفاء بهذا الالتزام.
لكن على مدار العامين الماضيين، أصرّت إسرائيل على أن قوات الجيش السوري المسؤولة عن أمن الجولان تضم في الواقع الميليشيات الموالية لإيران وأعضاء “حزب الله”. وقالت “يديعوت”: “في محاولة للتخلص من النفوذ الإيراني، يحاول الروس إخراج الميليشيات الموالية لإيران من الفرقة الخامسة السورية المنتشرة في جنوب البلاد، واستبدالها بميليشيات محلية تدعم بشار الأسد”.
ونقلت الصحيفة عن قناة “العربية” السعودية قولها إن الروس قلقون من احتمال تحرك إيران ضد إسرائيل من جنوب سوريا.
وختمت “يديعوت”: “ليس من المستبعد أن تكون محاولة الهجوم على موقع الجيش الإسرائيلي هي إشارة من إيران لإسرائيل وروسيا بأنها موجودة بالفعل هناك، ولا شيء يمكن أن يوقفها”.