حذر الكاتب ياوز بيدر، في مقال له بصحيفة “أحوال” التركية، من أدوات الرئيس رجب طيب إردوغان لإثارة الأزمات وافتعال الحروب، قائلا إن هذه الاستراتيجية أدت إلى “شلل” السياسة الخارجية لأنقرة، وانقلاب العديد من حلفائه ضده.
وقال بيذر، “يبدو أن هناك حقيقة مريرة يحلم بها الكثيرون، حتى هؤلاء الأكثر سذاجة من بين أصدقاء تركيا وحلفائها: وهي أنه طالما أن هيكل السلطة في أنقرة يخضع لسيطرة الرئيس رجب طيب إردوغان وحليفه دولت بهجلي، ستبقى تركيا بطاقة رابحة في كل ركن من أركان المنطقة المتوترة”.
ويرى بيدر أن تركيا تتبنى منطق الاضطراب تقريباً في جميع أنحاء المنطقة، مشيراً إلى قول جاليب دالاي، الزميل في أكاديمية روبرت بوش، في تحليل أخير نقلته رويترز، إن أي شيء يقوض الوضع الراهن مفيد لها، لأن الوضع الراهن يُنظر إليه على أنه يتعارض مع مصالحها.
ويصف الكاتب هذا الموقف التركي ب”الخطير”، قائلا، “بينما يعتقد زعيم حزب الحركة القومية اليميني المتطرف بهجلي ودائرته من المؤيدين الأقوياء الذين يتجاوزون حدود الحزب، أنهم وجدوا فرصة ذهبية لتركيا التي ستنهض وحدها، يفضح إردوغان كل نقاط ضعفه وراء صورة الرجل الحديدي”.
ويفسر بيدر حديثه بقوله إن إردوغان “ليس لديه نظرة ثاقبة على التوازنات التي يضعها النظام العالمي، مهما كانت متذبذبة، لا يتحدث لغة أخرى، ويزدري فقط كل من يجرؤ على الوقوف داخل هيكل سلطته”.
وأضاف، “بالنسبة إلى بهجلي، فهذه مناسبة كبيرة لتأكيد كل أحلامه التي لم تتحقق حتى الآن لتحويل تركيا إلى دولة أمنية مشددة توسعية. وبالنسبة لإردوغان، الذي يدرك المخاطر المتزايدة لمستقبله السياسي، فهو غير قادر على التخلي عن حلمه في حكم العالم الإسلامي”.
“عقلية متقلبة”
وبحسب بيدر، فإن سياسة إردوغان الخارجية تكشف عن عقليته المتقلبة باستمرار “ذلك لأنه يعتقد اعتقادا راسخا أنه قادر على إثارة المشاكل، افتعال أزمة بعد أخرى، حول الجوار التركي، حتى مع احتفاظه بالسيطرة على خصومه المحليين بخطاب الكراهية والترهيب والإجراءات القمعية والاستقطاب”.
وتابع، “نجحت هذه الخطة حتى الآن في الداخل، لكن في جميع اشتباكات السياسة الخارجية، لم تتغير النتيجة حتى الآن، ففي العقد الماضي، وخاصة منذ عام 2016، لم تنجح كل محاولة لتوسيع حدود تركيا، وكلها تحمل بصمات إردوغان”.
ويؤكد الكاتب التركي أن إردوغان “وصل إلى طريق مسدود في سوريا، ولم يكتسب أي ثقة مع العراق، وتمكن من تحويل جامعة الدول العربية إلى كتلة واحدة ضد حكومته”.
وأردف، “لم يستطع إردوغان اختراق الحكومة المصرية، وخسر أرضا سياسية ضخمة في ليبيا، واضطر إلى دفن عقيدة الوطن الأزرق الغامضة أمام اتحاد أوروبي موحد، مما أدى إلى عزل القبارصة الأتراك من خلال التنمر على رئيسهم الفيدرالي المنتخب مصطفى أكينجي، ويمكن أن يصبح الآن أيضا خاسر كبير في القوقاز”.
ويعتقد بيدر أن استراتيجية إردوغان في السياسة الخارجية أدت إلى “تقليص هذه السياسة إلى حد الشلل، ولم يترك العديد من حلفائه إدارته فحسب، بل انقلبوا ضده”.