شهد الاقتراع المبكر في الانتخابات العامة الأميركية إقبالا تاريخيا هذا العام، تخللته “أخطاء إدارية وتقنية” وحالة من “عدم الثقة”، بحسب تقرير جديد لموقع الإذاعة الأميركية العامة (NPR).
وصوت، حتى يوم السبت، في الاقتراع لاختيار الرئيس الأميركي القادم وأعضاء في الكونغرس أكثر من 26 مليون شخص، وفق تقديرات “مشروع الانتخابات الأميركية”، وهو ما يمثل أكثر من ستة أضعاف عدد الأصوات التي تم الإدلاء بها في هذا الوقت من سباق عام 2016.
وأكد مسح أجرته شركة البيانات “تارغت سمارت” ارتفاع نسبة التصويت بالبريد بين الديمقراطيين (53 في المئة) مقابل 36 في المئة للجمهوريين.
ويشكل الأشخاص أكبر من 50 عاما، وفق هذا التحليل، نسبة 70 في المئة من المقترعين، وقد ارتفعت كذلك نسبة المصوتين من صغار السن ومن أصول أفريقية، مقارنة بالسباق الماضي.
وهناك حالة من تراجع الثقة في التصويت، هذا العام، وقد وجد استطلاع أجراه، مركز بيو للأبحاث، أن نسبة الناخبين المسجلين الذين يقولون إن الانتخابات تتم إدارتها بشكل جيد قد انخفضت خلال العامين الماضيين، وذلك من 81 في المئة في تشرين الأول 2018 إلى 62 في المئة هذا العام.
ويقود هذا التراجع أنصار الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الذين يعتقد حوالي نصفهم فقط أن الانتخابات ستُدار بشكل جيد، ويقول أكثر من النصف إن أوراق الاقتراع الغيابي لن يتم عدها بشكل صحيح.
وشهدت عمليات الاقتراع المبكر بعض الأعطال التقنية، ما تسبب في طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع، مثلما حدث في جورجيا وتكساس، الأسبوع الماضي، عندما انتظر ناخبون لعدة ساعات قبل الإدلاء بأصواتهم.
وفي جورجيا، قال وزير الخارجية الجمهوري، براد رافنسبيرغر، إن قاعدة بيانات التسجيل المستخدمة للتحقق من الأشخاص تعطلت بسبب كثرة الدخول عليها.
وأدى خلل في جهاز تسجيل البيانات في مقاطعة فورت بيند، بولاية تكساس، إلى إغلاق أربع مناطق على الأقل هناك.
ومع زيادة الإقبال على التصويت بالبريد، سُجل العديد من حالات الأخطاء الإدارية، ويتم الإبلاغ يومياً عن حالات لإرسال بطاقات اقتراع للناخبين تحتوي على أخطاء.
وعلى سبيل المثال، أعلنت مقاطعة أليغيني، في ولاية بنسلفانيا، الأسبوع الماضي، أن الشركة المسؤولة عن طباعة بطاقات الاقتراع وإرسالها بالبريد أرسلت أوراق اقتراع خاطئة إلى نحو 29 ألف ناخب.
والشهر الماضي، تم الإبلاغ أيضاً عن أخطاء في بطاقات اقتراع بريدية لآلاف الناخبين في أوهايو ونيويورك.
ومن المقرر التصويت رسمياً، يوم الثالث من تشرين الثاني المقبل، في الانتخابات التي تجري في أجواء “غير مسبوقة” من التوتر ووسط جائحة تضررت منها الولايات المتحدة أكثر من أي دولة أخرى.