لم يتوقف الحديث في الآونة الأخيرة عن احتمال اندلاع حرب عالمية ثالثة بين القوى الدولية الكبرى، لا سيما الولايات المتحدة وروسيا والصين.
وكانت آخر هذه الإشارات، حديث وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر، عن وجود بوادر حرب عالمية على الأبواب، مبديا قلقه من احتمال نشوب نزاع مسلح بين أميركا والصين.
وهذان البلدان يملكان أقوى اقتصادين في العالم، ومسلحان بترسانة نووية مرعبة، قادرة على إفناء العالم مرات عدة، بحسب ما جاء في تقرير نقلته قناة “سكاي نيوز عربية”.
لكن في حال اندلاع الحرب، ما هي الأسلحة التي قد تستخدم؟
ذكر موقع “ناشيونال إنترست” الأميركي أن الفترة التي أعقبت نهاية الحرب العالمية الثانية، شهدت طفرة في عالم الأسلحة على كل المستويات، وكادت الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي السابق والولايات المتحدة تتحول إلى حرب فعلية.
وكانت الحرب البادرة فترة خطيرة وغريبة بالنسبة إلى تاريخ البشرية، إذ كانت الاختلافات الأيديولوجية واسعة بين الطرفين والأسلحة التقليدية والنووية على أهبة الاستعداد، وكان ذلك تهديدا قويا وكبيرا للحضارة البشرية.
وخلال تلك الحقبة، كانت المخاوف بأن الحرب قد تندلع في أي لحظة، ودفعت هذه المخاوف إلى تطوير الأسلحة بصورة سريعة، حتى يكون لكل طرفة أفضلية في حال اندلاع القتال.
وكانت النتيجة: سباق أسلحة من المشاة إلى القنابل النووية، على أن تطوير الأسلحة النووية كان بوتيرة مذهلة، مما ساهم في ظهور غواصة نووية وصواريخ نووية عابرة للقارات.
وكان أضخم سلاح استخدم في الحرب العالمية الثانية قنبلة “الولد الصغير”، وهي القنبلة الذرية التي ألقتها قاذفة استراتيجية أميركية فوق مدينة هيروشيما عام 1945، بقوة 15 كيلوطن، لكن القوى الكبرى تمكنت من صنع قنابل نووية ذات أثر تدميري أكبر بمئات المرات.
ولا تقتصر التطورات في عالم الأسلحة على القنابل النووية، فثمة أسلحة جديدة وخفيفة ظهرت في أعقاب الحرب العالمية الثانية، مثل بندقية كلاشينكوف أو “إي كي- 47″، التي حازت شهرة عالمية بسبب وزنها الخفيفة وسهولة تعلم استخدامها.
وصنع الاتحاد السوفيتي السابق ومن بعده وريثته روسيا نحو 75 مليون قطعة من هذا السلاح، الذي يعتبر الأكثر إنتاجا على مستوى العالم.
وبعد 13 عاما فقط من نهاية الحرب الباردة، خرجت إلى النور المقاتلة الأميركية الشهيرة “فانتوم 4″، التي أصبحت قادر ةعلى حمل ذخيرة تقدر بنحو 8 آلاف كيلوغرام. وكانت تستخدم الولايات المتحدة هذه المقاتلة بالإضافة إلى ألمانيا واليابان وإسرائيل وتركيا.
وشاركت المقاتلة “فانتوم” في حرب فيتام والعرب العراقية الإيرانية وحرب الخليج، ويتمز بأداء قوي في الدفاع والاستطلاع والاعتراض والهجوم.
أما الدبابة البريطانية (تشيفتن) فقد وصفت بأنها الأقوى خلال الحرب الباردة، وكانت نسخة متطورة من الدبابة (سنتوريون) التي قاتلت خلال الحرب العالمية الثانية.
والتطورات التي ادخلتها عليها، محرك جعلها أكثر سرعة وأسلحة إضافية خاصة مدفعها الذي توقف بقوته على مدفعي دبابة “إم 60” الأميركية “و”تي 62” الروسية.
وهذا ما منح الدبابة قوة أكبر في مواجهة جيوش الأعداء، وشارك هذه الدبابة في حروب كثيرة، منها الحرب العراقية الإيرانية.
وجرى تطوير هذه الأسلحة، اعتقادا من القادة العسكريين والسياسيين حينها تحسبا لكل سيناريوهات المواجهة، التي قد تكون محدودة بأسلحة تقليدية، كما في سيناريو غزو ألمانيا الغربية أو أسلحة دمار شامل في حال اندلاع مواجهة شاملة بين الشرق والغرب.
وأعادت التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة من جهة، والصين وروسيا من جهة أخرى، إلى الأذهان ذكريات عن تلك الحقبة التي كادت تنتهي بنهاية العالم مدمرا.
وبنت القوى الكبرى ترسانتها الحالية اعتمادا على سباق التسلح في الحرب الباردة، رغم أن غالبية أسلحة تلك الحقبة أحيلت إلى التقاعد، فقد ظهرت مقاتلات شبحية لا يعترضها الرادار مثل “إف-35″، المصنوعة أميركيا، في حين طورت الصين وروسيا ترسانة مرعبة من الصواريخ البالستية التي ظهرت بشكل الأول إبان الحرب الباردة.