احتج مئات الأشخاص في مدينة نابولي الإيطالية، الليلة الماضية، على احتمال اتخاذ إجراءات صحية أكثر صرامة في مواجهة فيروس كورونا، عقب تصريح رئيس إقليم كامبانيا بشأن الإجراءات المحتملة. وقال رئيس منطقة كامبانيا، فينسينزو دي لوكا، عبر “فيسبوك”، “يتعين علينا إغلاق كل شيء، باستثناء تلك الشركات التي تنتج وتنقل السلع الأساسية، نحن بحاجة إلى بذل جهد أخير للسيطرة على الأمور، نحن بحاجة إلى إغلاق كل شيء لمدة شهر، لمدة 40 يوما”، معتبرا أن “البيانات الحالية عن العدوى تجعل أي نوع من التدابير الجزئية غير فعالة”، دون أن يوضح متى سيبدأ الإغلاق.
وهذا ما أدى إلى تظاهر المئات في شوارع مدينة نابولي احتجاجا على هذه الإجراءات المحتملة، حيث أغلقت كامبانيا بالفعل معظم مدارسها وفرضت حظرا للتجول ليلا، وشهدت هذه الاحتجاجات مواجهة مع الشرطة، استخدمت فيها الشرطة الغاز المسيل للدموع في تفريق المتظاهرين. وتعتبر هذه المظاهرات الأولى من نوعها في إيطاليا منذ انتشار فيروس كورونا فيها قبل ثمانية أشهر.
وارتفعت حالات الإصابة بفيروس كورونا في جميع أنحاء البلاد سبعة أضعاف منذ بداية الشهر، وقفزت إلى 19143 حالة إصابة يوم أمس الجمعة، وأثارت مخاوف من خروج الوباء عن نطاق السيطرة، وشهد عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا ارتفاعا، لكن بمعدل أبطأ وأقل، وبلغ إجمالي عدد حالات الوفاة بسبب كورونا 91 حالة يوم أمس، أقل من 136 حالة وفاة في يوم الخميس السابق، وأقل بكثير من ذروة الموجة الأولى في مارس وأبريل، عندما تم الوصول إلى ذروة يومية بأكثر من 900 حالة وفاة.
وأشار رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، إلى أنه يريد تجنب إغلاق وطني جديد من شأنه أن يدمر الاقتصاد الهش. ويمنح القانون الإيطالي القادة الإقليميين حرية وضع قيود خاصة بهم، وتتولى عدة مناطق زمام الأمور بأيديهم. وقال حاكم منطقة لومباردي، التي تضم العاصمة المالية لإيطاليا ميلان، يوم أمس الجمعة، إن منطقته تواجه “وضعا مأساويا”، وحث السكان المحليين على احترام حظر التجول الذي يبدأ من الساعة الـ11 مساء، حتى الساعة الـ5 صباحا، من بين إجراءات أخرى.