مفاوضات واشنطن وطهران: ادوات ايران خارج الصفقة

3 نوفمبر 2020
مفاوضات واشنطن وطهران: ادوات ايران خارج الصفقة

تجه انظار العالم الى الولايات المتحدة الاميركية، حيث تفتح غداً صناديق الاقتراع للانتخابات الرئاسية التي يخوض غمارها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الطامح لولاية ثانية وغريمه المرشح الديموقراطي جو بايدن الذي يسعى الى دخول البيت الابيض للمرّة الاولى.

وضبط معظم الدول ساعته وفق التوقيت الاميركي بإنتظار صدور النتائج وسط توقّعات بتقدّم المرشّح الديموقراطي في اربع ولايات متأرجحة من دون ان يُسقط من الحساب مفاجأت اللحظات الاخيرة التي قد تقلب النتائج رأساً على عقب، وهو ما حصل في العام 2016 عندما انتزع ترامب الرئاسة من المرشّحة الديموقراطية هيلاري كلينتون بعدما كانت استطلاعات الرأي تصبّ لمصلحتها.

ولعل اكثر الدول التي تترقب نتائج انتخابات بلاد العم سام، ايران التي تراهن على خروج ترامب وفوز بادين ما يُخفّف بحسب إعتقادها حملة الضغوط التي يقودها ترامب ضدها منذ خروجه من الاتفاق النووي ارفقها برزم عقوبات متتالية ضد افراد وكيانات وشركات تابعة لايران او اذرعها العسكرية في المنطقة ابرزها حزب الله.

ومع ان معظم القراءات والتحليلات تصبّ في ان لا شيء سيتغيّر على مستوى السياسة الخارجية الأميركية، وتحديداً لجهة العلاقة مع ايران، مع تغيير في التكتيك لا اكثر، غير ان تربّع بايدن على عرش الولايات المتحدة سيجعل “التفاهم” مع الجمهورية الاسلامية اكثر ليونة وعبر مفاوضات مباشرة بالتزامن مع وقف إستخدام سلاح العقوبات لفترة مؤقتة من اجل الإقلاع بالمفاوضات، على عكس رؤية ترامب الذي سيواصل سياسة العقوبات حتى لو بدأت المفاوضات، وذلك إقتناعاً منه بأن لا يُمكن جلب الايرانيين الى الطاولة قبل الحصول منهم على تنازلات كبرى تؤمّنها العقوبات الاقتصادية الموجعة.

وفي الاطار، اوضحت مصادر دبلوماسية غربية ان المفاوضات الاميركية الايرانية ستنطلق بعد الانتخابات الاميركية، وتحديداً بعد تشكيل الادارة الجديدة اياً يكن الفائز فيها سواء ترامب او بايدن”، ولفتت الى “ان محادثات ثنائية تمهيدية عقدت في عُمان بين مسؤولين امنيين اميركيين وايرانيين احرزت تقدماً، لاسيما في الملف النووي، من دون ان تُعطي تفاصيل اضافية”.

وفي حين يتمسّك الجمهوريون بالشروط الـ 12 التي وضعوها أمام الحكومة الإيرانية كشرط لتطبيع العلاقات، يبدو ان المفاوضات بين الاميركيين والايرانيين بوساطة عمانية ليست بعيدة من هذه الشروط التي تدعو في احدها طهران الى التوقّف عن تصدير مشروعها في المنطقة وتمويل الميليشيات التابعة لها في اكثر من دولة عربية.

واشارت المصادر الدبلوماسية الى “ان الاذرع العسكرية لايران في المنطقة اُبلغت بصورة رسمية وعبر قنوات سرية ان لا نفوذ لراعيتها على المتوسط، وتحديداً في لبنان (حزب الله) وسوريا والعراق، كما اُبلغت ايران ان المفاوضات لا تعني توقف الحرب على هذه الاذرع ووقف العقوبات عليها، لانها ليست ضمن صفقة المفاوضات”.

فما يهمّ الاميركيين وفق المصادر سواء كانت الادارة الجديدة ديموقراطية او جمهورية ابرام اتّفاق نووي جديد وعدم ربطه بمدة زمنية محددة وذلك من أجل منع إيران من إنتاج سلاح نووي، وتحسين برنامج الصواريخ الايرانية فضلاً عن تحجيم الدور الإيراني في التعامل مع جيرانها.

وبإنتظار نتائج الانتخابات الاميركية ومعرفة هوية ساكن المكتب البيضاوي، اكدت المصادر الدبلوماسية “ان الاميركيين ومعهم قوى غربية وعربية لن يوقفوا الحرب على المجموعات المسلّحة التابعة لايران في المنطقة، وذلك من ضمن سياسة “تنظيف” المنطقة من السلاح غير الشرعي الذي يُزعزع الاستقرار، بالتزامن مع انطلاق مشروع السلام العادل والشامل في المنطقة الذي برزت معالمه من خلال اتّفاقات التطبيع بين العرب والاسرائيليين”.

المصدر المركزية