مجموعة تابعة للموساد الإسرائيلي، معروفة باسم “رأس الرمح” هي من قتلت “أبو محمد المصري” نائب زعيم تنظيم “القاعدة” في طهران قبل أكثر من 3 أشهر “بطلب من إدارة الرئيس ترمب”، وفقاً لتقرير جديد نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أمس، وكررت فيه ما نقلته في تقرير سابق عن مسؤولين سابقين وحاليين في الاستخبارات الأميركية، من أنه قضى وابنته مريم قتيلين بالرصاص حين كان في 7 أغسطس الماضي بسيارته في طهران.
وكانت وسائل إعلام إيرانية، ذكرت ذلك الوقت، أن الضحيتين هما أستاذ تاريخ لبناني اسمه حبيب داود وابنته، إلا أنه لم يتم العثور على أي أثر لأستاذ بهذا الاسم في لبنان، إلى أن اتضح من تقرير “نيويورك تايمز” بأن القتيل ليس إلا عبد الله أحمد عبد الله، البالغ 58 سنة، وابنته مريم، زوجة حمزة بن لادن، ابن أسامة بن لادن، زعيم “القاعدة” القتيل بغارة شنها الأميركيون في 2011 على مقره المنزلي في باكستان.
أما “أبو محمد المصري” أو عبد الله أحمد عبد الله، فكانت الولايات المتحدة تبحث عنه لدوره في تفجير سفارتيها في 1998 بدار السلام ونيروبي، حيث قضى 224 شخصاً، وأصابت الجروح والتشوهات أكثر من 5000 آخرين، وكان مع ابنته هدفا لعملية مشتركة بين CIA والموساد، بصفته أكبر ناشط في “القاعدة” بعد زعيمها الحالي، المصري أيمن الظواهري، كما للروابط العائلية مع بن لادن نفسه، إلى درجة أن FBI عرض مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي لاعتقاله.
كما أن الابنة البالغة 28 سنة متورطة أيضا بالتخطيط لهجمات إرهابية، ويجري إعدادها للقيام بدور في “القاعدة” وهي من تزوجت بعمر المراهقة من حمزة بن لادن الذي ذكر ترمب العام الماضي أنه قتل بعملية لمكافحة الإرهاب في منطقة بين أفغانستان وباكستان، من دون أن يدخل في مزيد من التفاصيل، وجاء مقتلها مع أبيها، بعد أن أبلغت CIA الموساد بأنها تقيم مع والدها في طهران، وطالبوه بالتحرك، فكلف وحدة اسمها Kidon أو على الأرجح مجموعة Tip of the Spear أو “رأس الرمح” المتخصصة بالاغتيالات السرية، فنفذت عملية القتل التي استهدفت الاثنين بعد 22 سنة من تفجير تبنته “القاعدة” واستهدف السفارتين الأميركيتين بأفريقيا.
ولم تعلق “سي آي إيه” ولا مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المشرف على الموساد، على مقتل عبد الله أحمد عبد الله رسميا حتى الآن، فيما نفت الخارجية الإيرانية الادعاء باغتياله، ووصفته بأنه “سيناريو هوليوودي يحلم به الأميركيون والصهاينة”، وفق تعبيرها عن العملية التي نفذها مسلحان اقتربا على دراجة، وأطلق أحدهما 5 رصاصات من مسدس كاتم للصوت على سيارة “رينو” بيضاء، كان “أبو محمد المصري” يقودها في ضاحية “باسداران” للطبقة الوسطى بطهران، فخر صريعا هو وابنته على الفور، في أسلوب اغتيال شبيه إلى حد بعيد بسلسلة إطلاق للنار نفذها عملاء إسرائيليون بين 2009 و2012 بشوارع طهران، واستهدفت عددا من العلماء النوويين الإيرانيين.