في أول هجوم منذ إعلان فصائل عراقية مسلحة مدعومة من إيران وقفاً لهجماتها الشهر الماضي، سقطت عدة صواريخ على المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد قرب مبنى السفارة الأميركية، بينما أسفرت أخرى عن مقتل طفل وإصابة خمسة أشخاص.
قالت مصادر في الشرطة العراقية مساء الثلاثاء تشرين الثاني إن أربعة صواريخ كاتيوشا سقطت على المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد، فيما ذكر مسؤولون أمنيون إن الهجوم كان يستهدف السفارة الأميركية.
ودوت صفارات الإنذار من السفارة الأميركية داخل المنطقة، التي تضم أيضاً مبانٍ حكومية وبعثات أجنبية. وقال مصدر أمني إن أربعة صواريخ على الأقل أُطلقت وسقط بعضها قرب السفارة الأميركية.
وأضاف الجيش في بيان أن سبعة صواريخ كاتيوشا أُطلقت، سقطت أربعة منها على المنطقة الخضراء وثلاثة خارجها، تسببت في مقتل طفل وإصابة خمسة أشخاص. وأظهرت لقطات من الجيش قاذف صواريخ مثبتاً على ظهر شاحنة صغيرة اشتعلت بها النيران.
وقال مصدران دبلوماسيان من داخل المنطقة الخضراء إنهما سمعا صوت نظام مضاد للصواريخ تم نصبه للدفاع عن السفارة الأميركية، وأضافا أن انفجاراً هز المباني.
ويتهم مسؤولون أميركيون مسلحين تدعمهم إيران بشن هجمات صاروخية متكررة على منشآت أميركية في العراق، شملت هجمات قرب السفارة في بغداد. ولم تعلن أي جماعات معروفة مدعومة من إيران مسؤوليتها عن الهجمات.
يشار إلى أن مجموعة من الفصائل العراقية المسلحة المدعومة من إيران كانت أعلنت في أكتوبر/ تشرين الأول تعليق الهجمات الصاروخية على القوات الأميركية شريطة أن تقدم الحكومة العراقية جدولاً زمنياً لانسحاب القوات الأميركية.
وقال متحدث باسم كتائب حزب الله، إحدى أقوى الفصائل التي تدعمها إيران في العراق، إنه لا توجد مهلة محددة لكي تنفذ الحكومة القرار، لكن إذا أصرت القوات الأميركية على البقاءفإن الفصائل ستشن هجمات أشد عنفاً.
وجاء الإعلان عن تعليق الهجمات الصاروخية بعدما هددت واشنطن، التي تخفض ببطء قواتها بالعراق، بإغلاق سفارتها في بغداد إذا لم تكبح الحكومة العراقية الفصائل المدعومة من إيران. وقد يكون هجوم اليوم مؤشراً على أن هذه الفصائل قد قررت استئناف الهجمات على المنشآت الأميركية، وهي خطوة تضع المزيد من الضغط على رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي وجهوده لاحتواء الفصائل المسلحة.