أبرمت بريطانيا، اليوم الخميس، اتفاق تجارة مع الاتحاد الأوروبي لما بعد خروجها منه، وذلك قبل سبعة أيام فقط على موعد انسحابها من أحد أكبر التكتلات التجارية في العالم.
وأكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم أنه تم التوصل إلى اتفاق تجاري لمرحلة ما بعد بريكست مع الاتحاد الأوروبي، قائلا عبر “تويتر”، “تم الاتفاق”.
ونشر جونسون، الذي حقق فوزاً كاسحاً في انتخابات العام الماضي جرّاء تعهّده “إنجاز بريكست” صورة له وهو يحتفل. بدورها، أفادت وزيرة التجارة الدولية البريطانية ليز تروس بأن الاتفاق سيؤدي إلى “علاقة تجارية قوية” مع بروكسل وشركاء آخرين حول العالم.
وقال جونسون إن اتفاق بريكست ينهي سلطة المحكمة الأوروبية وأن الاتفاق سيخلق وظائف في كل القارة الأوروبية.
وأضاف خلال كلمة له بعد إبرام اتفاق بريكست أن بريطانيا تمكنت من استعادة السيطرة على مصيرها، مؤكداً أن بريطانيا ستصبح بعد اتفاق بريكست السوق الأول في أوروبا. ويجب على كل من البرلمانين البريطاني والأوروبي إجراء التصويت على الاتفاق.
وقال كبير المفاوضين في الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه، إن صفقة بريكست غير مسبوقة ومعقدة للغاية، مشيرا إلى أن هناك إجراءات قوية ضد أي طرف لا يلتزم باتفاق بريكست.
وقال البرلمان الأوروبي، إنه سيبدأ تقييم اتفاق بريكست العام المقبل، فيما قال المجلس الأوروبي، إنه سيراجع مع البرلمان اتفاق بريكست قبل الموافقة النهائية عليه.
وحافظ الجنيه الإسترليني على مكاسبه اليوم الخميس، ليظل قرب أعلى مستوياته في عامين ونصف العام، بعد إعلان الاتفاق. وارتفع الإسترليني 0.8% بعد تأكيد الاتفاق ليصل إلى 1.361 دولار، وهو أقل قليلا من مستويات الذروة المسجلة في أيار 2018.
وفي وقت سابق قبل الإعلان عن الاتفاق، قال وزير الخارجية الأيرلندي سايمون كوفيني، إنه تم التوصل إلى اتفاق مبدئي حول حقوق الصيد البحري في المياه البريطانية، وهو الملف الذي كان يعرقل الوصول إلى اتفاق لكنه أشار إلى أن التفاصيل ما زالت قيد النقاش.
وكشف مصدر حكومي فرنسي أن البريطانيين قدموا “تنازلات هائلة” في المفاوضات لمرحلة ما بعد بريكست.
وأوضح المصدر أن مفاوضي المملكة المتحدة وافقوا على تقديم تنازلات في نقاط مهمة ترتبط بالصيد البحري، وهو الملف الأخير الذي يعطل المفاوضات، ما يمكن أن يُجنّب سيناريو عدم التوصّل إلى اتفاق قبل ثمانية أيام فقط على انتهاء المرحلة الانتقالية التي تلي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وفقا لما نقلته “فرانس برس”.
وقال مصدر دبلوماسي، “لقد تحركت الأمور في الجانب البريطاني، لكن الشيطان كان يكمن في تفاصيل النصوص”. وأضاف دبلوماسي ثان “ما زالت هناك صعوبات”.
وذكرت مصادر أوروبية أن المفاوضات كانت منذ الاثنين في يدي رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اللذين كثفا الاتصالات بينهما.
وكان وصول الصيادين الأوروبيين إلى المياه البريطانية النقطة الشائكة النهائية في المناقشات التي أنجزت، بما يشمل موضوعات طرحت إشكالية سابقًا، مثل كيفية تسوية النزاعات وتدابير الحماية من أي منافسة غير عادلة.