إجماع إسرائيلي لإبرام تهدئة مع حماس لهدف التفرغ لحزب الله وإيران

5 يناير 2020
إجماع إسرائيلي لإبرام تهدئة مع حماس لهدف التفرغ لحزب الله وإيران

Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/beirutnews/public_html/wp-content/themes/newsbt/includes/general.php on line 742

إستمرت المداولات داخل الكابينت الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية في الحكومة الإسرائيلية، حول إتفاق تهدئة يتم بحثه برعاية عدة اطرف عربية ودولية بين إسرائيل وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس.

ويلاحظ وجود إجماع إسرائيلي بين أغلب أحزاب الائتلاف الحاكم داخل الكيان على دعم موقف وتقدير الجيش الذي يؤيد إجراء تسوية سريعة مع حركة “حماس، رغم اعتراض جهاز المخابرات العامة (الشاباك).

وقالت مصادر سياسية إسرائيلية: ان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي أقنع الأحزاب الحاكمة بأن التسوية مع حماس ضرورة ملحة، من أجل تفرغ الجيش لمواجهة الخطر القادم من الشمال، والتي يقصد منها التهديد الإيراني واللبناني “حزب الله” .

وبحسب الخبير العسكري لصحفية “معاريف تال ليف رام قال : أن المصادر تشير إلى أن القادة العسكريين والقيادة السياسية، أصبحوا مجتمعين على رأي واحد وهو وجوب العمل الآن على محاولة استقرار الوضع في قطاع غزة عبر إجراءات اقتصادية واسعة .

وتابع رام (وفقا لمصادره) : أنه يوجد توافق شبه تام بين وزراء الكابينت الأمني الحالي في هذا الصدد بشكل يختلف عن الماضي، لافتة إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وافق أيضاً على هذه التسوية .

وفي السياق ذاته قال مصدر عسكري أمس باستنكار معلقاً على هذا الإجماع : جرت العادة أن يساند اليمين موقف الجيش في الحرب ويطالبه بالمزيد منها ، وقادته عادة يهاجمون رئيس الحكومة ويتهمون انضباطه، بالتهادن والتراخي (..) الأمر الذي يخيف الجيش، ويجعله يتساءل عن المصلحة السياسية الحزبية من ورائه .

وأردف :أن المخابرات العامة الإسرائيلية، التي اعترضت على التهدئة ورفضت الاستناد لإتفاقيات مع «حماس»، كانت تؤكد باستمرار أن «التهدئة مع (حماس) تتم على حساب السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وتؤدي إلى جمود سياسي قد ينفجر في كل لحظة بوجه إسرائيل».

في غضون ذلك تم عرض شريطاً على الوزراء يظهر «مجموعة من شبيبة حركة (فتح)، التي يرأسها محمود عباس، تقوم باستعراض في رام الله، أول من أمس الثلاثاء، وهم يحملون الرشاشات والبنادق، وعدد منهم كانوا يتمنطقون بأحزمة ناسفة على خصورهم».

وقال مسؤول في المخابرات :”إن هذه رسالة حادة من السلطة الفلسطينية، مفادها: (لا تتجاهلونا أكثر)».

وقال المحلل في الشؤون العسكرية في صحيفة «يديعوت أحرونوت»،ألكس فيشمان : إن اندفاع الجيش نحو تسويةٍ ما مع «حماس» يعود إلى الأخطار التي يراها في الشمال ، لافتا إلى أن إمكانية أن تشرك إيران إسرائيل في المواجهة العسكرية المتصاعدة بينها وبين الولايات المتحدة هي فرصة من ناحية الجيش الإسرائيلي، ينبغي استغلالها».

وبدا رئيس الأركان الإسرائيلي أشد حماسة لطرح معادلة جديدة تتمثل في تهدئة الأوضاع مع حماس والتصعيد مع حزب الله، إلا إنه إرتدع قليلاً عندما رأى أن وزير الدفاع الجديد نفتالي بنيت، من حزب اليمين الاستيطاني المتطرف متحمسا أكثر منه وراح يبث رسائل علنية لهيئة الأركان مفادها : «أريد مزيداً من السرعة» ويطلب «الانتقال من سياسة شن هجمات على سبيل الرد، ضد أهداف إيرانية في سوريا، إلى سياسة المبادرة إلى هجوم بمثابرة وبشكل متواصل

ويشير المحلل العسكري فيشمان إلى معارضة قيادة الجيش تبني استراتيجية “بنيت “القتالية ، ولكنه يلفت إلى أن «صاروخاً جوالاً واحداً على حيفا كفيل بأن يغير رأي هذه القيادة ، معتبرا أن عام 2020 هو عام المواجهة العسكرية بين إيران والولايات المتحدة. وقال: يبدو أن حجر الدومينو الأول في طريق المواجهة سقط منذ هذا الأسبوع، مع تبادل الضربات على الأراضي العراقية بين الجيش الأميركي والميليشيات العراقية المؤيدة لإيران. وتابع: إذا قرر الإيرانيون إدخال إسرائيل إلى المشهد (الضغط على الولايات المتحدة) فسنجد أنفسنا في مواجهة مسلحة معهم في سوريا وربما أيضاً في لبنان»، ومضيفا: لذلك، يسارع الجيش الإسرائيلي في التفاهم مع «حماس»، على أمل تحييدها في حال نشوب حرب في الشمال، وكما يقول كوخافي، فإنه يرى أن «هناك فرصة سانحة، حيث إن (حماس) معنية بذلك وتبذل كل جهد لتثبت رغبتها».

في غضون ذلك رأت مصادر مطلعة في تل أبيب إلى أن إحتمال إختراق حقيقي مع حماس ليس عالياً، نظراً للسياسة الإسرائيلية والأجواء الانتخابية وما يرافقها من عثرات تقيد وتكبل يدي الكابنيت، وتترك إسرائيل توافق على منح تسهيلات وإقرار مشاريع بقيادة دولية لكنها بعيدة عن طموحات (حماس)، ومثال على ذلك موافقة إسرائيل على توسيع التصاريح للتجار للخروج من قطاع غزة إلى إسرائيل، من ألف تاجر كل يوم إلى 5 آلاف تصريح، وتسهيلات ترتبط بمشاريع دولية، وجوانب ترتبط بتحسين اقتصاد الطاقة والكهرباء والغاز في غزة.

وفوق ذلك يخشى نتانياهو من رد الفعل الجماهيري عشية الانتخابات. فالمعارضة ستتهمه بأنه يفضل (حماس) المتطرفة على السلطة الفلسطينية المعتدلة. كما أن عائلات الأسرى الإسرائيليين الخمسة ستتهمه بإهمال الأبناء، خصوصاً الجنديين غولدن وشاؤول، اللذين باتت عائلتاهما تستخدمان أسلوب عائلة شاليت في اللجوء إلى الصحافة وتنظيم الاحتجاجات حول إرسال ابنيهما إلى الحرب (وتركتموهما وراءكم)».

وتقول عائلة الأسير غولدن عشية البحث في الكابينت، أن “نتانياهو تعهد جماهيرياً وشخصياً بألا تكون هناك تسوية دون إعادة الأبناء. ولكن من أجل هدوء زائد، يبيع الكابينت قيم الجيش وإسرائيل”.