ارتفع عدد الإيرانيين الذين دفعوا حياتهم ثمن اعتقادهم بأن شرب الكحول الصناعية يمكن أن يؤدي إلى تعافيهم من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، المعروف أيضا بـ”كوفيد- 19″.
وبحسب وسائل إعلام إيرانية، فقد مات أكثر من 300 شخص في البلاد وأصيب أكثر من 1000 آخرين، بعدما تناولوا الميثانول، أو ما يطلق عليه أيضا “الخمر المغشوش”، وهو كحول عديم اللون، قابل للمزج مع المياه لكنه أخف منها، وقابل للاشتعال.
والميثانول مادة شديدىة السمية، قد تكفي عدة جرعات منها إلى تلف دائم في العصب البصري والجهاز العصبي المركزي، والقيء، وآلام البطن الحادة، وانعدام التوازن.
ويسفر التعرض الكثيف لهذه المادة عن العمى الكامل والوفاة.
وكانت وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية، قد قالت في التاسع من مارس الجاري، إن 20 شخصا فقدوا حياتهم في محافظة خوزستان جنوب غربي إيران، و7 في محافظة ألبرز، جراء تناول مشروبات كحولية مغشوشة.
وبالرغم من تناول القضية حينها، فقد استمرت أعداد الضحايا في التزايد. ولفتت وكالة “أسوشيتد برس” إلى حالة كان يقف فيها عامل رعاية طبية بقرب طفل صغير يبلغ من العمر 5 أعوام، وأصيب العمى الكامل، لاعتقاد والديه أن تناول الميثانول يحمي من فيروس كورونا.
وأشار إلى أن هذا العامل كان يتوسل الإيرانيين للقيام بشيء واحد: التوقف عن شرب الكحول الصناعية بسبب المخاوف من فيروس كورونا.
وهذا الطفل ليس سوى واحد من مئات الضحايا داخل إيران للعلاجات المزيفة التي تجتاح البلاد.
وتقول”أسوشيد برس” إن وفيات الميثانول جاءت في وقت تنتشر فيه عبر شبكات التواصل الاجتماعي وصفات مزيفة لمعالجة فيروس كورونا.
وتداولت حسابات في شبكات التواصل الإيرانية، قصة مفادها أن معلما بريطانيا وآخرين تماثلوا للشفاء بعد أن تناولوا الكحول والعسل.
وساهم الخوف من فيروس كورونا وتردي التوعية بشأن خطره ومكافحته، إلى جانب “شائعات الإنترنت”، في انتشار “علاج الكحول” المزيف.
وتحدثت وسائل إعلام إيرانية عن إصابات في شيراز وكرج ويزد وخوزستان.
ويقول اختصاصي السموم في النرويج، كنوت إريك هوفدا، إن فيروس كورونا يتفشى في إيران والناس تموت هناك، مضيفا أنهم “(الإيرانيون) أقل إدراكا لحقيقة أن هناك مخاطر أخرى من حولنا. ويمكن أن يكون الوضع أسوأ مما يتم الإبلاغ عنه”.
وتابع أنه عندما يستمر الإيرانيون في شرب هذا (الميثانول)، سيكون هناك المزيد من الأشخاص المتسممين”.
وأصبحت إيران بؤرة الفيروس المميت في الشرق الأوسط، إذ تجاوز عدد الإصابات فيها 29 ألفا، وعدد الوفيات أكثر من 2200.
وحتى الآن، لا يوجد علاج معروف لفيروس “كوفيد- 19″، في وقت يواصل العلماء دراسة الفيروس بحثا عن أدوية فعالة لعلاجه. وما تقوم به المستشفيات الآن هو علاج الأعراض التي يسببها الفيروس مثل الالتهاب الرئوي الحاد.