كان يمكن لمحطم الطائرات المزود بصواريخ على الأرض قرب مطار الخميني بطهران، أن يخطئ بواحدة قطرية وينسفها بصاروخ إيراني خاطئ فجر الأربعاء الماضي، إلا أن العناية الإلهية أبعدت شره عنها وعن ركابها.
قبل ساعتين من الدموي الذي حل بالطائرة “الأوكرانية” وقتل 176 كانوا على متنها، معظمهم إيرانيون، حلقت في المسار نفسه طائرة تابعة للخطوط القطرية، بحسب ما اطلعت “العربية.نت” على خارطة رحلتها المتوافرة “أونلاين” في عدد من المواقع، أهمها FlightStats الشهير، وفيه نجدها توجهت في رحلة عادية من العاصمة الإيرانية إلى القطرية، ووصلت من دون أن يعترضها أي صاروخ، ربما لأن الضاغط على الأزرار قرب المطار كان مشغولا بأمر ما، فنجت الطائرة بمن كان عليها.
كانت الرحلة الرقم QR491 على متن طائرة “بوينغ” أقلعت الساعة 4.45 فجر الأربعاء من مطار آية الله الخميني، ووصلت 6.25 إلى مطار الدوحة، أي قبل 13 دقيقة من إقلاع “الأوكرانية” من المطار الإيراني نفسه إلى العاصمة كييف، وهو ما نرى مواقيته بالنسبة للقطرية في البيان أعلاه.
الحياة في الأجواء الإيرانية أصبحت معلقة على شعرة، أو بضغطة على زر من محطم طائرات الركاب على الأرض بالخطأ، ولم تعد شركات الطيران تأمن على طائراتها، لذلك حظرت معظمها الرحلات إلى طهران، أو غيرت من مسار الطائرات، خشية من خطأ قاتل، وأمس أوصت “وكالة سلامة الطيران الأوروبية” بتجنب المجال الجوي الإيراني حتى إشعار آخر، وفقا لخبر بثته وكالة “رويترز” وتطرقت فيه إلى اعتراف إيران بأن قواتها المسلحة أسقطت “الأوكرانية” بطريق الخطأ، فإياك أن تحلق بطائرة تمر فوق إيران.