استعمارٌ بلغةِ الحروبِ الباردة

15 يناير 2020
استعمارٌ بلغةِ الحروبِ الباردة

تحرير وتحليل سياسي: نعمت الرفاعي

كانت البداية في ليبيا بعد تونس والجزائر في أواخر ال ٢٠١٠ بما أطلق عليه الربيع العربي..
وبعد وصولنا لسنة ال ٢٠٢٠ صار يجدر أن تُسمى الدم العربي الليبي والسوري…
فبين منطقتي المشرق العربي والمغرب العربي، ساحتا حرب لا يجف دماءها قرابة ١٠ سنوات…
فهل فهل سفكت هذه الدماء لكي تستعد المنطقة لاستعمار جديد؟ وما قصة تركيا في هذه المتاهة؟
بين تاريخ تركيا العثمانية العريق و أحلامها بأستعادة أمجادها، كحلمها في سد الفرصة على الإيرانيين من جهة أخرى… فالتنافس الحاد بين الإمبراطورية الفارسية، والامبراطورية العثمانية بإعادة أمجاد الماضي والتوسع بالبلاد كان على حساب بلاد العرب..
وبوسط الثورات العربية المتتالية، عشر سنوات من الدم، عشر سنوات كانت كفيلة أن تقضي على قاسم سليماني، الذي أخفق في الحكم غير المباشر حتى على مناطق نفوذه المباشر كالعراق ولبنان…. فهل تخطى سليماني توجيهات السيد الأعلى “خامنئي” وأعطى التأشيرات لتصفيته، مجرد الحديث بهذا الموضوع من كوادر القيادة في المنطقة، سيدفع الثمن قائلها…
فأميركا لها مصالح حيوية بحثًا عن مصادر الطاقة لما في مناطقنا من ثروات نفطية… فالمبالغ المالية التي أعطاهم إياها محمد بن سلمان رشوة لشراء نفوذ المنطقة جاء رديفا قليلا لما أعطته إيران حين تخلت عن ثروات المنطقة وجلست بمستنقع الأزمات مقابل نفوذها فحسب بالمنطقة…
بين الدول العربية التي فشلت حتى بحكم شعوبها من جهة، وعدم قراءتها لأطماع الدول الطامحة نحو التوسع من جهة أخرى.. بدءًا من الغرب مرورًا بأحلام السلطنة العثمانية التي تعيش داخل أردوغان وأحلام أمجاد بلاد فارس… بلادنا ضاعت كما ضيعاها سايكس وبيكو سابقًا…
ويبقى السؤال التالي، هل نحن في ثورة حقيقية انتفضت على الجوع والمكر والتنكيل؟ أم أن هناك أيادي حركت من لديه أموال داخل البنوك، لتضغط عليهم للنزول للشارع؟
ولكن المعروف تماما إخفاقهم في لعبة الشارع، لأن الشارع لم ينصف ظالمًا ويرجح أن من كان وراء ذلك قد دفع روحه ثمنًا…
أما السؤال الأكبر يكمن، هل تجييش مسلمي العالم لنصرة مسلمي الأيغور هو جزء من حملة أميركا في لعبتها العالمية، عبر الضغط على زر التحكم بإلغاء دورها في منطقة الشرق الأوسط بالتزامن مع الحملة الانتخابية الأمريكية؟ لتبقى بلداننا فقط في قبضة يدها، بعيدًا عن تنافس القطبين العالميين.. وتسود لها الساحة هنا.. وبالتالي تبعد الدول التي تنافس خارج سربها…

ولكن المؤكد منه، أن بلادنا هي ما زالت أرض الصراعات للحروب الباردة، ومازالت هذه الحروب تأكل شعوبنا عبر الأطماع التي تتزايد يومًا بعد يوم من الصين في الشرق إلى آخر الغرب تتمثل بدول أوروبية وأمريكية…
وإذا كان حُكامنا في استكانة، نحن الشعوب :”متى نستفيق؟!”