ينتظر المئات من مقاتلي الفيلق الثالث (حركة نور الدين الزنكي سابقاً) التابع ل”الجيش الوطني”، الموافقة للانتقال من مناطق انتشارهم في عفرين، إلى جبهات ريف حلب الغربي.
يأتي ذلك فيما ترتفع يومياً إمكانات حصول مواجهة عسكرية جديدة بين فصائل المعارضة وقوات النظام، تؤكدها التعزيزات التي تستقدمها قوات النظام إلى ريفي حلب الجنوبي والغربي، وعمليات القصف الجوي والمدفعي التي توسعت الخميس، لتطال مناطق وبلدات عدة في ريف حلب الغربي.
وأفاد مراسل “المدن” أن طائرات حربية سورية استهدفت محيط بلدة “عنجارة” بريف حلب الغربي بأكثر من غارة جوية، صباح الخميس، في حين تعرضت بلدة كفرناها القريبة إلى قصف صاروخي ومدفعي.
وسائل إعلام النظام السوري، بدأت بالترويج لبدء المواجهة الجديدة المرتقبة، مؤكدة أن ما يجري من عمليات قصف لمناطق ريف حلب الغربي، يأتي في إطار التمهيد لبدء تقدم القوات البرية، والرد على قصف مناطق في مركز مدينة حلب.
تلك المعطيات دفعت بالمقاتلين من أبناء ريف حلب الغربي من المقاتلين السابقين في حركة “الزنكي”، إلى المطالبة بالسماح لهم بالدخول إلى مناطقهم للمشاركة في صد أي هجوم بري مرتقب.
مصدر مطلع أكد لـ”المدن” أن هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، لا تزال على موقفها الرافض لدخول المقاتلين، مشيراً بالمقابل إلى أن المقاتلين حزموا أمرهم في المشاركة، دون النظر إلى موافقة “تحرير الشام” في حال بدء الهجوم البري فعلاً.
وحسب المصدر، فإن عمليات التفاوض مع “تحرير الشام” لا تزال مستمرة، والنقاط الخلافية لا زالت عالقة حول إمداد المقاتلين بالسلاح الثقيل، إذ من الواضح أن “الجيش الوطني” غير منخرط في هذه المفاوضات، ومن المحتمل أن يتم وقف رواتب المقاتلين المقدمة منه.
ونظراً لأن المفاوضات لم تُحسم بعد، لم يجزم مصدر ثانٍ خلال حديثه لـ”المدن” بطبيعة المهام القتالية التي ستُعهد للمقاتلين لدى توجههم إلى جبهات ريف حلب الغربي، ولا بشكل التنسيق مع “تحرير الشام”.
وقال المصدر من حركة “الزنكي” سابقاً، إن المقاتلين لا يملكون إلا السلاح الخفيف، ومن الطبيعي أن ينسقوا مع المجموعات العسكرية المنتشرة في المنطقة ذاتها، دون النظر إلى تبعية المجموعات، إن كانت لـ”تحرير الشام”، أو لفصائل أخرى (الجبهة الوطنية للتحرير).
وفي آذار/مارس الماضي، كانت حركة نور الدين الزنكي قد أعلنت عن حل نفسها وذوبانها في “فيلق المجد” التابع ل”الجيش الوطني” في منطقة عفرين، وذلك بعد خسارتها لمناطق نفوذها لصالح “تحرير الشام”، في معركتها مع الهيئة في كانون الأول/يناير.
وسابقاً كانت “الزنكي” تُعد من أقوى فصائل المعارضة وأشدها تماسكاً، وتحديداً في معقلها بريف حلب الغربي، وحسب مراقبين فإن مشاركتها في المعارك المرتقبة، يزيد من قوة المعارضة مقابل قوات النظام.