تزامنًا مع الإعلان عن حكم محكمة أنتويرب البلجيكية على أسد الله أسدي، دبلوماسي نظام الايراني لتنفيذ العمليات الإرهابية خارج البلاد في أوروبا وفريق عمليته الإرهابية النائم، لفتت المقاومة الإيرانية الأنظار إليها مرة أخرى.
إذ بادر الإيرانيون المتحمسون ومعاقل الانتفاضة وأنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمقاتلون من أجل الحرية، في أكثر من 3000 موقع في 40 دولة حول العالم مرة أخرى بتوحيد قلوبهم وإرادتهم وعواطفهم ليشهدوا حدثًا مشرقًا لا يُنسى في السيرة الذاتية للمقاومة الإيرانية من أجل الإطاحة بالاستبداد الديني.
حكم تاريخي
لأول مرة، لا يستطيع دبلوماسي إرهابي وقع في الفخ بقنبلة أن يفلت من العدالة والقانون ويواصل عمليته الإرهابية بحرية تحت غطاء “الحصانة الدبلوماسية”.
إن ما شهدناه جراء سيادة سياسة الاسترضاء حتى الآن هو غض النظر عن جرائم نظام الايراني والتواطؤ مع الديكتاتورية الدينية. واستطاعت المقاومة الإيرانية أن تقلب الطاولة على هذه الديكتاتورية بالاعتماد على الاحتياطيات اللامتناهية من التضحية والفطنة والمثابرة والعادلين والأنقياء, وفضلًا عن تمكنها من حذف اسمها من القائمة السوداء للإرهاب استطاعت أن تقود مجرمي نظام الملالي في الخارج للمثول أمام المحاكم الدولية.
ولاشك في أن روح شهيدنا العظيم الدكتور كاظم رجوي الذي كرَّس حياته من أجل احترام حقوق الإنسان سعيدة اليوم، فهو الذي دافع بدمائة الحارة الطاهرة المضطهدة عن حقوق الإنسان من أجل الشعب الإيراني في الأيام الصعبة الحالكة بالظلام.
إنجازات محاكمة أنتويرب للمقاومة الإيرانية
1- أظهر هذا الانتصار مرة أخرى على أفضل وجه مكانة وقدرة المقاومة الإيرانية، وأنها لا تخشى رفع دعاوي قضائية في أي من المحاكم الدولية، بل إنها تدعو إلى التقاضي في المحاكم الدولية وتؤمن إيمانًا راسخًا بأن النصر حليفها أينما وُجدت ذرة من العدالة والقانون.
2- إن ما كان يُمكِّن إرهابيي نظام الايراني في الخارج من ارتكاب جرائمهم حتى الآن وهم مطمئنين أنهم لن يتعرضوا للعقاب؛ هو التمتع بما يسمي بـ “الحصانة الدبلوماسية”، ولكن الآن انقلبت الطاولة على رؤوس الملالي بهذا الحكم، إذ لم يعد الإرهاب الديني يتمتع بالحصانة الدبلوماسية لتنفجر القنبلة في أيدي خامنئي وأعوانه الذين تناسوا قول الرسول الكريم “من حفر حفرة لأخيه وقع فيها”.
مع أنهم ليسوا بأخوة لأنهم يدَّعون الإسلام ولا يعلمون من تعاليمه شيئًا.
3- ثبت أن وزارة خارجية الايراني هي مصدر تصدير جرائم الاغتيال والإرهاب إلى الدول الأجنبية. فمحمد جواد ظريف هو توأم الحرسي المجرم الهالك قاسم سليماني، وينسق أفعاله على أعلى المستويات.
بناءً عليه، فإنه يجب على أوروبا كما صرحت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي، إغلاق سفارات الاستبداد الديني وتجفيف جذور الإرهاب في بلدانها.
4- ما أدانه حكم محكمة أنتويرب هو الإرهاب الديني برمته، وأن من تمت محاكمته ليس أسد الله أسدي، بل هو رأس الأفعى خامنئي.
ففي هذه المحكمة فضلًا عن إدانة نظام حكم الايراني وتعريضه للمساءلة، تمت إدانة سياسية الإسترضاء وتعرضها للمساءلة أيضًا.
ولم يعد لأحد القدرة على إحياة هذه السياسة الميتة .
والشاهد على ذلك محكمة أنتويرب وحكمها التاريخي المزيَّن بعقود العدل الذهبية وحظي برضا الله بموجب ما تنص عليه الأخلاق والمبادئ الدينية في كل الديانات”.
(من خطاب السيدة مريم رجوي في المؤتمر العالمي، 4 فبراير 2021).
5- إن إعادة إحياء سياسة الاسترضاء المحترقة ستسفر من الآن فصاعدا عن نتيجة عكسية.
فمما لا شك فيه أن الحكم الصادر عن محكمة أنتويرب البلجيكية لن يتوقف عند هذا الحد وسوف يؤثر على جميع المجالات، ومن بينها الاتفاق النووي.
6- إن هذا الانتصار رسالة واضحة لأبناء الوطن في إيران، وجيش الجياع، ومن ينامون في صناديق الكرتون والمشردين والعمال والكادحين الذين لم يتقاضوا أجورهم منذ شهور، وللنساء والفتيات المضطهدات في وطننا، وللأطفال العاملين ولجميع أبناء الوطن المطحونين؛ مفادها أنكم تتمتعون بحريتكم الآن، أي أنه يمكنكم أن تنطلقوا في الشوارع في انتفاضة شرسة وانتزاع حقوقكم المنهوبة من حلق الوحش الذي حرمكم وأبنائكم منها على مدى 42 عامًا.
يوم العدالة ويوم النصر
كانت الديكتاتورية الدينية تسعى من وراء تفجير القنبلة في التجمع في فيلبينت إلى إطفاء البريق المشرق للمقاومة الإيرانية من إجل إرساء الحرية في بلدهم الحبيب، ولكنها لم تكن تعلم أنه حيثما يوجد قانون ومحكمة، فإن المقاومة المشروعة للشعب الإيراني هي التي ستنتصر.
في الحقيقة انفجرت قنبلة أسدي بالفعل، ولكن في يد خامنئي، وانتشر دوي هذه القنبلة القوية في جميع أنحاء إيران والعالم. فطاقتها المنبعثة جعلت مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية أكثر قوة بدلًا من النيل منهم.
وسوف نضع هذا اليوم التاريخي في ذاكرتنا ما حيينا. فــ 4 فبراير 2021 هو يوم العدالة ويوم النصر.