الضربة الأميركية الأولى في عهد بايدن مؤشر لسياسة “ممنوع الغلط”

حمادة: لا عودة إلى سياسة ترامب ولا حرب شاملة

26 فبراير 2021
الضربة الأميركية الأولى في عهد بايدن مؤشر لسياسة “ممنوع الغلط”

لافتا كان الخبر عن قصف الجيش الأميركي أمس الخميس موقعاً في شرق سوريا تستخدمه مجموعتان من الفصائل المسلحة المدعومة من إيران.

كان يمكن أن يمر الخبر عاديا لو حصل في عهد دونالد ترامب.

لكن أن تأتي الضربات في وقت تستعد واشنطن وطهران للمفاوضات بشأن برنامج إيران النووي، فهذا يعني أن ثمة قراءة جديدة أو ربما أكثر دقة لكيفية تعاطي الإدارة الأميركية في عهد بايدن مع إيران والكلام عن التماهي في تعاطيه مع الملف النووي.

الضربات الأولى للجيش الأميركي في عهد بايدن استهدفت موقعاً يُستخدم كجزء من عملية تهريب أسلحة من قبل الميليشيات المدعومة من إيران، والهدف  تقويض القدرة على شن هجمات في المستقبل وإيصال ما يشبه الرسالة في شأن الهجمات الأخيرة، سيما وأن الضربة تمت بأمر مباشر من بايدن “الغاضب جدا” بحسب بيان البنتاغون،  وهي موجهة مباشرة إلى إيران وحزب الله.

فهل دخلت أجواء العداء تجاه إيران ومحور المقاومة مرحلة جديدة وماذا بعد قصف مواقع في مناطق البوكمال؟ ضربات محدودة ، أم حرب معلنة؟

“أهم من الضربة الأميركية في شرق سوريا كان الإعلان عنها “.

عند هذه المفارقة توقف الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية العميد خالد حمادة وأوضح أن الإعتراف بالضربة يعكس أمرين: أن الإدارة الأميركية لا تساوم في ظل أية ظروف وهناك ميل للتعامل بشكل عنيف مع طهران” .

في ضربات مماثلة القرار لا يتخذ في البيت الأبيض. فالإستخبارات الأميركية تقدم تقريرا عن استخدام منشأة تشكل خطراً ما وعليه يجب التصرف”.

ولفت حماده أن من يقوم بعملية تقييم المخاطر هو المؤثر في اتخاذ القرار، أي وكالتا الإستخبارات الأميركية (CIA-DIA) والإعلان عن الضربة دليل على جدية تعاطي الإدارة الأميركية مع كل ما من ىشأنه أن يشكل خطراً على مصالحها”.

ما حدث في غاية الخطورة، ويمكن أن يؤدي إلى تصعيد الوضع في المنطقة بأسرها أو إلى اندلاع نزاع كبير.

لكن الواضح أن بايدن مصمم على أن ينطلق بعهده على قاعدة “ممنوع الغلط” وعند وقوع أي خطأ سيكون الرد عنيفا، “وهذا ما بدا في الرسالة التي تضمنتها الضربة على مواقع تابعة لميليشيات مدعومة من إيران في سوريا”.

أما الرسالة الثانية التي أراد بايدن توجيهها بحسب حماده فهي “تحريك الأرض تحت أقدام الحرس الثوري الإيراني، لكن هذا لا يعني حتماً العودة إلى سياسة ترامب وأمام بايدن مروحة خيارات كبيرة سيعمل على ضوئها في مسألة التعاطي مع إيران”.

في الموازاة، رسم الموقف الروسي خارطة جديدة في سماء العلاقات الروسية- الأميركية.

لكن في قراءة معمقة يتبين أن لا شيء يعلو على مصلحة الدول الخاصة.

فمن يقرأ تعليق فلاديمير جباروف النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي، حيث قال ” يبدو أن الولايات المتحدة ليست مهتمة بمحاربة الإرهابيين في سوريا، بل ترغب في تأجيج النزاع هناك، لكي يبقى مندلعا باستمرار”.

ولم يستبعد في هذه الحالة، أن تلجأ الحكومة السورية إلى مجلس الأمن الدولي، وتطلب بحث الوضع في جلسة طارئة للمجلس.

فلها الحق الكامل في القيام بذلك”. فماذا في خلفيات الموقف الروسي؟

“مما لا شك فيه أن الموقف الروسي ليس إلا لحفظ ماء الوجه مع إيران.

فالشراكة مع الولايات المتحدة قائمة على أساس ترتيب الدور مع إسرائيل ومن جهة أخرى هناك التنافس السلبي بينه وبين الإيراني في الداخل السوري لا سيما في مسألة امتلاك النووي وليس من مصلحة الروسي أن تشكل الوحدات الموجودة في سوريا المتراس الأول، مما يعني ان هناك التقاء مصالح بين الولايات المتحدة وروسيا”.

ضربة الأمس شكلت مفصلا في بداية عهد بايدن، فهل من رسائل أكثر عنفية تجاه إيران؟ “قد تكون هناك ضربات متتالية لكن لا مؤشر لاندلاع حرب شاملة أقله حتى الآن” يختم حمادة.

المصدر المركزية