أحرج أمين عام مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، المقرب من المرشد علي خامنئي، الخارجية الإيرانية، عندما صرّح لصحيفة “فيننشال تايمز” البريطانية إن بلاده لن تدفع ريالاً إيرانياً واحداً لدول المنطقة من دون أن تتأكّد من استلامه لاحقاً.
وأضاف “من غير المعقول أن تقدّم إيران الدعم لسوريا (نظام الأسد) والعراق لتوفير الأمن ثم تكتشف أن باقي البلدان هي المستفيدة من الفوائد الاقتصادية نتيجة تحقق هذا الأمن”، معتبراً أنه لا بد أن توجد السلع الإيرانية وبقوة في الأسواق الإقليمية.
وطالب رضائي بإعادة الأموال الإيرانية التي أنفقتها على الحرب في سوريا والعراق، ما دفع الخارجية إلى الرد قائلة إن ما قاله القيادي السابق في الحرس الثوري “بعيد كل البعد عن الجمهورية الإسلامية”.
وقالت الخارجية الإيرانية في بيان، إن ما ورد على لسان رضائي “وجهة نظر شخصية، وبعيد كل البعد عن وجهة نظر الجمهورية الإسلامية في إيران”. وأضافت أن الجمهورية الإيرانية سارعت إلى مساعدة نظام الأسد والعراق على أساس مبدأ الأخوة، الذي تجلى في مكافحة تنظيم “داعش”.
من جهته، قال نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري إن وزير الخارجية محمد جواد ظريف هو الشخص الوحيد الذي يتحدث باسم النظام أمام الأطراف الأجنبية ويجب عدم المساس بمواقفه.
وهذه المرة الثانية التي تعلق فيها الخارجية الإيرانية، خلال يومين. وكانت الخارجية الإيرانية أعلنت، الجمعة، النأي بنفسها عن قول رضائي إن بلاده مستعدة لاستئناف المحادثات النووية إذا رفعت العقوبات الأميركية في غضون عام.
وتعرّض رضائي لانتقادات حادة من المسؤولين الإيرانيين، واعتبر بعضهم بأن تصريحاته تأتي في سياق نوايا للترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في حزيران/يوليو.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها قيادي إيراني عن استرجاع الأموال التي أنفقتها إيران في سوريا، خلال الحرب التي تشنها ضد قطاعات واسعة من المدنيين في مناطق البلاد.
وكان القائد السابق للحرس الثوري رحيم صفوي قال في أيلول/سبتمبر 2021، إن إيران ستستعيد كل ما أنفقناه في العراق وسوريا، مضيفاً أن “أي مساعدة قدمناها للعراقيين، حصلنا على دولارات نقداً، ووقعنا عقوداً مع السوريين إزاء الأشياء التي نحصل عليها، لكن الروس يستفيدون منّا أكثر في سوريا”.