بومبيو لبايدن: إيران لا تفهم إلّا بـ”القوّة”

11 مارس 2021
بومبيو لبايدن: إيران لا تفهم إلّا بـ”القوّة”

في ظلّ الرفض الواضح الذي أبداه الرئيس جو بايدن منذ دخوله إلى البيت الأبيض، لتوجهات سلفه دونالد ترمب في التعامل مع الملف النوويّ الإيرانيّ، انتقد وزير الخارجيّة الأميركيّ السابق مايك بومبيو، طريقة تعاطي إدارة الرئيس الحاليّ مع هذا الملف، معتبرًا أنّها تحاول “استرضاء” طهران، بالتالي ترسل إليها وإلى أذرعها في المنطقة إشارات خاطئة.

وفيما ألغت إدارة بايدن قراراً صادق عليه ترمب، قضى بالتخلي عن الاتفاق النوويّ، نبّه بومبيو إلى أنّ “القادة الإيرانيين يدركون تمامًا كيف يستغلون الضعف الأميركي”، منتقدًا في حوار مع صحيفة “عرب نيوز” السعودية إلغاء الإدارة الحالية تصنيف سلفها الحوثيين “جماعة إرهابية”. وتقول واشنطن أنّ قرار إلغاء تصنيف الحوثيين مجموعة إرهابيّة يأتي لتسهيل وصول المساعدات إلى الموطنين اليمنيين، وتؤكد ضرورة حل الأزمة اليمنية بالسبل الدبلوماسية.

وفنّد بومبيو في حديثه أنّ ذلك التصنيف كان ليحدّ من قدرة المجتمع الدوليّ على إيصال المساعدات إلى اليمن، وقال “إنني أتفهم المخاوف التي تساور العالم إزاء التحديات الإنسانيّة داخل اليمن. في الواقع، أنفقت إدارة ترمب قدرا كبيرا من أموال دافعي الضرائب الأميركيين، وأقنعنا السعوديين والإماراتيين بأن يحذوا حذونا، للتأكد من ألا يعاني المدنيون من المجاعة، لكنّ الأشخاص الذين كانوا يمنعون وصول المساعدات الدولية إلى أولئك الذين يستحقونها بالفعل، هم في الواقع الحوثيون”.

وثمّن بومبيو الشراكة الأمنيّة بين المملكة والولايات المتحدة، معتبرا أن نجاح تلك الشراكة يساعد واشنطن على خفض عدد المجندين والمجندات المنتشرين في الشرق الأوسط حيث يواجهون المخاطر.

ورأى وزير الخارجية الأميركّي السابق أنه يجب على بايدن أن “يتفهم” حقّ السعودية في الدفاع عن نفسها عندما يتم إطلاق صواريخ على أراضيها، معتبرًا أنّ “حرمانها من القدرة على الدفاع عن نفسها هو جنون، ومع ذلك يبدو أنّ هذا هو الاتجاه الذي تتخذه هذه الإدارة”.

بومبيو اعتبر أيضًا أنّ القيادة في طهران لا تفهم سوى مبدأ القوة. وأضاف “عندما يرون ضعفًا ما أو يرون محاولات تهدئة ولديهم توقعات بوجود محاولات استرضاء، سيستمرون في تصرفاتهم”، لافتًا إلى أنّ تقديم الإدارة الحالية تنازلات لطهران قبل أن يكون هناك أي حديث حول دخول فعلي في مفاوضات، “ينمّ عن ضعف القيادة الإيرانية تدرك تمامًا كيفية استغلال الضعف الأميركي”.

وعبّر، لـ”عرب نيوز”، عن خيبته إزاء محاولات ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إضافة إلى الإدارة الأميركيّة الحالية “التودّد إلى طهران، في وقت كان الإيرانيون يحاولون قتل أشخاص داخل كل بلد من بلدانهم”، وأضاف “يجب ألا ننسى أنه منذ فترة ليست ببعيدة، تآمر الإيرانيون لقتل السفير السعودي هنا في العاصمة واشنطن”.

وقال، “لا يمكننا تخفيف هذه العقوبات حتى تطلق إيران جميع السجناء الأميركيين، وحتى تفهم أنّه من غير المقبول الانخراط في هذا النوع من السلوك… فمكافأتهم بالموارد المالية تحفّزهم للمضي على هذا المنوال وتوفر لهم رأس المال لمواصلة برامجهم”.