عودةسوريا الى”الجامعة”: العرب يمدّون اليد والطابةفي ملعب الاسد!

12 مارس 2021آخر تحديث :
عودةسوريا الى”الجامعة”: العرب يمدّون اليد والطابةفي ملعب الاسد!

يجول وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في الخليج، حاملا في حقيبته عددا من الملفات الاقليمية ابرزها التطورات في سوريا، حيث تسعى موسكو الى ابرام تسوية سياسية تعيد دمشق الى الحضن العربي مقابل فك الارتباط بين الاخيرة وايران.

مضيفوه العرب، وفق ما تكشف مصادر دبلوماسية، لا يمانعون هذه الخطوة، الا انهم “يشترطون” موقفا واضحا وصريحا من رئيس النظام بشار الاسد في شأن تموضعه الاقليمي في المرحلة المقبلة، العامل غير المتوافر حتى اللحظة.

فالمصادر تشير الى ان الاسد متريث، ولا يبدو في صدد اتخاذ اي قرار حاسم قبل الانتخابات الرئاسية السورية المقبلة، حيث يسعى الى ضمانات دولية كبيرة ببقائه في سدة الحكم وبألا تُغيّر التعديلات التي سيخضع لها الدستورُ السوري والجاري البحثُ فيها راهنا، في صلاحياته والامتيازات التي يتمتع بها اليوم مع العلويين في سوريا.

هذا التريث الذي يزعج الروس، تتابع المصادر، لم يحُل دون ان يطرح لافروف القضية مع الخليجيين، من باب التحضير للعودة المفترضة ومناقشة الشروط التي يطلبها هؤلاء لاستقبال دمشق مجددا في جامعة الدول العربية.

في السياق، قال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، إن حلّ الأزمة السورية يكون عبر المسار السياسي، مؤكداً ضرورة عودة سوريا إلى الحضن العربي. وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي في الرياض، امس، اشار الى ان “الأزمة السورية تتطلب حلاً سياسياً”، وأكد أن هذا البلد بحاجة إلى العودة لحضنه العربي، والتمتع بالاستقرار والأمن، موضحاً أن حل الأزمة في سوريا يتطلب توافقاً بين أطراف الأزمة، من معارضة وحكومة.

وأضاف أن “السعودية حريصة من بداية الأزمة على إيجاد سبيل لإيقاف النزيف الحاصل في بلد شقيق ومهم، وكذلك حريصون على التنسيق مع جميع الأطراف، بما فيهم الأصدقاء الروس”.

وتابع “متفقون مع أصدقائنا الروس على أهمية إيجاد مسار سياسي يؤدي إلى تسوية واستقرار الوضع في سوريا، لأنه لا وجود لحل للأزمة السورية إلا من خلال المسار السياسي”.

اليوم، قال وزير خارجية قطر بعد لقاء ثلاثي اول من نوعه ضمّه الى لافروف ونظيره التركي مولود جاويش اوغلو، في الدوحة “اننا بحثنا تطورات الملف السوري وإمكانية السماح بوصول المساعدات الإنسانية لسوريا”.

اما امس، فكان وزير الخارجية الإماراتي أكد، خلال استقباله الدبلوماسي الروسي ايضا أن “عودة سوريا إلى محيطها أمر لا بد منه، وهو من مصلحة سوريا والمنطقة ككل، والتحدي الأكبر الذي يواجه التنسيق والعمل المشترك مع سوريا هو قانون قيصر”.

وأضاف “لا بد من وجود مجالات تفتح سبل العمل المشترك مع سوريا، قانون قيصر يعقد عودة سوريا إلى محيطها العربي وعودتها إلى الجامعة العربية”.

العرب اذا يمدّون يدهم لسوريا، لكن الطابة في ملعبها. فاذا كان الاسد راغبا بالعودة الى “خندقهم”، لا بد له أوّلا، من تسهيل الحل السياسي في بلاده، الحلّ الذي يُعتبر انسحابُ القوات الايرانية من سوريا وطلاقُه السياسي الاستراتيجي العسكري مع طهران، عموده الفقري… فهل يفعل، ام يفضّل البقاء متربعا على كرسي الرئاسة، معزولا، وترك شعبه محاصرا جائعا، مبدّيا عليه علاقته بالمحور الايراني؟

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.