وجه الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك، نداء عاجلاً للرؤساء وملوك وأمراء الدول العربية والإسلامية وشعوبهم، ناشدهم وحثهم فيه على ضرورة العمل لوقف العدوان العنصري المبيت على المسجد الأقصى المبارك.
وقال الشيخ حسين في النداء، إن قيام سلطات الاحتلال أول من أمس ، بخلع بوابات مآذن المسجد الأقصى المبارك، وقطع أسلاك الكهرباء عنها، لمنع رفع الأذان، وكذلك منع إدخال وجبات الإفطار للصائمين، بالإضافة إلى التهديدات باقتحام المسجد في أواخر شهر رمضان المبارك، هو بداية لحرب دينية يتحمل العالم أجمع نتائجها.
وأضاف حسين أن سلطات الاحتلال تعمل على استفزاز مشاعر المسلمين في العالم أجمع، من خلال هذه الغطرسة والعنصرية ضد المسلمين ومقدساتهم، وأنها تحاول فرض سياسة الأمر الواقع على فلسطين، لإيجاد مكان لمستوطنيها ومتطرفيها في المسجد الأقصى المبارك، لمصالح أحزاب المستوطنين الانتخابية العنصرية.
واعتبر المفتي العام لمدينة القدس ، قرار شرطة الاحتلال العنصري والجائر بمنع إدخال وجبات الإفطار للصائمين في المسجد الأقصى المبارك، هي محاولة منهم لاستفزاز المصلين والصائمين، وتحدياً واضحاً لمشاعرهم في هذا الشهر الفضيل، وذلك في ظل حرمانهم من حقهم في أداء عباداتهم، الأمر الذي من شأنه أن يشعل فتيل التوتر في المنطقة بأكملها.
وفيما يتعلق بالتهديدات التي أطلقتها ما تسمى بـ “جماعات الهيكل المزعوم” حول نيتها اقتحام المسجد الأقصى المبارك، خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، أكد المفتي العام أن المسجد الأقصى المبارك سيبقى سداً منيعاً في وجه كل من تسول له نفسه تدنيس ساحاته وأروقته.
ودعا الأمة العربية والشعودب والمرجعيات الإسلامية، والمجتمع الدولي بمؤسساته كافة، إلى وقفة حقيقية لرد هذا العدوان الآثم عن المسجد الأقصى المبارك، محذراً من التداعيات الخطيرة على المنطقة بأسرها جراء هذا الصمت على هذه الأفعال، التي تنتهك الشرائع السماوية والأعراف والمواثيق الدولية كافة، والتي تعتبر الأماكن المقدسة، الإسلامية والمسيحية، جزءاً أصيلاً من القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، مجدداً الدعوة لشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، لنصرته والذود عنه، في ظل هذا الاستهداف الخطير والممنهج لوجوده وقداسته.
من جهته ، دان عادل بن عبد الرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي الانتهاكات التي تقوم بها القوة القائمة بالاحتلال في المسجد الأقصى، مؤكداً أنها تمثل انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي وكافة قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد على الوضعية التاريخية والقانونية الخاصة للمقدسات الدينية في دولة فلسطين، وتُجرِم المساس بها أو انتهاك حرمتها.
وطالب رئيس البرلمان العربي المجتمع الدولي بالتدخل العاجل واتخاذ الإجراءات العملية الضرورية لإلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بوقف انتهاكاتها المستمرة لحرمة المقدسات الدينية، وتوفير الحماية اللازمة لها إعمالاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وكافة مواثيق حقوق الإنسان العالمية التي تؤكد على حرية العبادة واحترام المقدسات الدينية.
وأضاف رئيس البرلمان العربي أن إقدام سلطات الاحتلال على القيام بهذه الاعتداءات في أول أيام شهر رمضان المبارك الذي يكتسب خصوصية لدى العالم الإسلامي، يشكل استفزازاً غير مقبول لمشاعر الملايين من المسلمين، محملاً السلطة القائمة بالاحتلال (إسرائيل) المسئولية الكاملة عن التبعات المترتبة على هذه الاعتداءات.
وفي السياق ، تبنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، قرارا بالإجماع بشأن مدينة القدس القديمة وأسوارها.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأردنية، ضيف الله الفايز، إن تبني المجلس التنفيذي لليونسكو “القرار” جاء نتيجة جهد دبلوماسي أردني بالتنسيق مع الأشقاء في دولة فلسطين والمجموعتين العربية والإسلامية في المنظمة، بحسب الوكالة الفلسطينية الرسمية.
واعتبر الفايز أن القرار يؤكد الموقف الأردني تجاه البلدة القديمة للقدس وأسوارها، بما فيها الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، مشيرا إلى أن القرار جدد التأكيد على اعتبار الإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير طابع المدينة المقدسة ووضعها القانوني لاغية وباطلة.
وقال إن القرار يؤكد قرارات (يونسكو) الخاصة بالقدس التي عبرت جميعها عن الأسف نتيجة فشل السلطات الاسرائيلية، كقوة قائمة بالاحتلال، في وقف أعمال الحفر وإقامة الأنفاق وكافة الأعمال غير القانونية والمدانة في القدس الشرقية وفق قواعد القانون الدولي.
وثبّت قرار (يونسكو) تسمية المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف كمترادفين لمعنى واحد.
وطالب القرار بسرعة تعيين ممثل دائم للمديرية العامة في البلدة القديمة للقدس لرصد الإجراءات ضمن اختصاصات المنظمة، وإرسال بعثة رصد تفاعلي من (يونسكو) إلى القدس بشأن إجراءات إسرائيل، باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال بموجب القانون الدولي.
شهدت ساحات المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل مساء الأربعاء عملية تدنيس واسعة من قبل المستوطنين الذين أدوا رقصات تلمودية ورددوا الأغاني العبرية.
يذكر أن المستوطنين الاسرائيليين ، قاموا خلال الساعات الماضية ، بالرقص والغناء في ساحات المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل بالضفة الغربية، تحت حماية جنود الاحتلال الذين انتشروا في المكان بكثافة. وبث المستوطنون الموسيقى الصاخبة عبر مكبرات الصوت التي وصل صداها لمناطق واسعة في الخليل.
يشار الى أن سلطات الاحتلال منعت، خلال شهر أذار الماضي، رفع الاذان في المسجد الإبراهيمي (59) وقتاً بحجة إزعاج المستوطنين.
وذكرت إدارة المسجد أن ذات الفترة شهدت إغلاق قوات الاحتلال للمسجد الإبراهيمي مرتين كما نفذت أعمال تجريف مقابل استراحة الابراهيمي في إطار عملية طمس وتهويد المعالم الإسلامية.
كذلك واصل الاحتلال تضيقه وتحديد أعداد المصلين أيام الجمع سامحا فقط لـ 300 مصل من الصلاة فيه.
وشهد شهر اذار أيضاً مصادقة محكمة الاحتلال على تنفيذ بناء مصعد للمستوطنين في المسجد الابراهيمي.
ويهدد المشروع الاستيطاني بوضع يد الاحتلال على مرافق تاريخية قرب المسجد وسحب صلاحية البناء والتخطيط من بلدية الخليل ومنحها لما تسمى بالإدارة المدنية التابعة للاحتلال.
ويسعى الاحتلال لإفراغ المسجد الإبراهيمي من المصليين، من خلال الإجراءات القمعية والتعسفية بحق المصلين، وإغلاق البوابات الالكترونية وعرقلة حركة المواطنين على الحواجز العسكرية واحتجازهم.
وتعتبر الخليل المدينة الثانية بعد مدينة القدس في أولويات الاستهداف الاستيطاني لسلطات الاحتلال نظرًا لأهميتها التاريخية والدينية.
وتعاني الخليل من وجود أكثر من خمسين موقعا استيطانياً يقيم بها نحو ثلاثين ألف مستوطن، يعملون على تعزيز القبضة الشاملة على المدينة.