هناك عدة قراءات سريعة؛ الأولى أن الضربة الكبيرة والدقيقة التي طالت المنشأة الإيرانية لتخصيب اليورانيوم (نطنز)، وللمرة الثانية، تعني أن إسرائيل تخترق إيران في أكثر مفاصلها حساسية، وسرّية، وهو المفصل النووي.
الأمر الثالث، والمهم، هو أن العملية الإسرائيلية هذه هي بمثابة التذكير بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو مصرّ على مواجهة أي تساهل أميركي في الملف النووي الإيراني، وأنه يعني ما يقول، خصوصاً أنه تعهّد بعدم تمكين إيران من امتلاك قوة نووية باتفاق دولي أو من دونه، كما أن استهداف «نطنز» يعني أن إسرائيل قررت فرض الأمر الواقع، في الملف النووي، وعلى الأرض، وليس بالتصريحات في واشنطن.
عملية استهداف «نطنز» هذه ليست بالعملية العادية، حيث إن لها أبعاداً سياسية ودبلوماسية وعسكرية وكذلك أمنية معقّدة على الداخل الإيراني وعلى المستويات كافة؛ من المرشد حتى الميليشيات مروراً بـ«الحرس الثوري».
وتزداد أهمية الضربة هذه، وما يترتب عليها، كلما تأكدت الأخبار بعدم اطّلاع الإدارة الأميركية عليها بشكل مسبق، خصوصاً أن وزير الدفاع الأميركي كان في إسرائيل صبيحة استهداف «نطنز»، مما يعني أن الإسرائيليين يتصرفون بمعزل عن واشنطن، وقادرون على فعل ذلك، وفي الوقت نفسه لن يكون بمقدور واشنطن التصرف بمعزل عن العامل الإسرائيلي في الملف الإيراني، وهذا ما سيجعل إيران في ورطة أكثر.
ولذا فإن ما بعد استهداف «نطنز» ليس كما قبلها، وهذا ملخص الحكاية.