تصعيد إيراني إسرائيلي انطلاقا من الأراضي السورية

22 أبريل 2021
عبد معروف

دوت في وقت متأخر من مساء الأربعاء فجر الخميس عدة انفجارات في محيط مفاعل ديمونا النووي الاسرائيلي في النقب جنوب فلسطين المحتلة ، فيما أطلقت صفارات الإنذار على الفور وسط حالة من الهلع والإرباك عاشها جيش الإحتلال ووسائل إعلامه.

وقال جيش الاحتلال إن الإنفجار ناجم عن صاروخ اطلق من الأراضي السورية تجاه طائرات سلاح الجو الاسرائيلي التي كانت تغير على أهداف في سوريا واستمر الصاروخ في مسار حتى سقط في جنوب فلسطين قرب مفاعل ديمونا.

وبعد حوالي النصف ساعة على ما جرى في النقب ، أغارت طائرات حربية إسرائيلية على مواقع عسكرية تابعة للجيش السوري وحلفائه في مطار الضمير بريف دمشق.

في حين أكد مصدر عسكري سوري أنه “حوالي الساعة 38 ،1 من فجر اليوم ، نفذ العدو الاسرائيلي عدوانا جويا برشقات من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفا بعض النقاط في محيط دمشق مشيرا إلى صد الصواريخ وأسقاط معظمها ، لافتا إلى أن العدوان الاسرائيلي أدى إلى جرح أربعة جنود ووقوع بعض الخسائر المادية.

الانفجار الأول: انفجار كبير يستهدف مصنعا عسكريا حساس قرب مدينة القدس المحتلة ، أشارت تقارير أمنية إسرائيلية إلى أنه نتيجة تجربة صاروخية خاطئة في أحد معالمها لإنتاج صواريخ أقمار صناعية.

الانفجار الثاني: صاروخ ينفجر بالقرب من مفاعل ديمومة النووي الاسرائيلي جنوب فلسطين المحتلة قالت الحكومة الاسرائيلية بأنه نتيجة انزلاق صاروخ دفاع جوي سوري.

ولكن من يقف خلف هذه الهجمات هل هي ايران أم سوريا ام هما معا أم المحور بشكل عام ؟

تشير مصادر موالية في دمشق على أن استهداف مفاعل ديمونة يؤكد بأن ايران كان لها يد في هذه الضربة والصواريخ انطلقت من سوريا وهو ما يعني أن القوات الايرانية في سوريا هي من قام بالعملية للرد على الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على المواقع العسكرية التابعة لإيران وحلفائها في سوريا.

هذه الصواريخ كما يبدو أنها صواريخ متطورة لم تكتشفها رادارات اسرائيل وهي صواريخ ايرانية وتزامنت هذه العملية الهجومية التي تعرضت لها إسرائيل، مع نشر ايران مشاهد صورتها مسيرة ايرانية لحاملة الطائرات الامريكية في مياه الخليج.

أثارت التوترات الأمنية خلال اليومين الماضيين بين إيران وإسرائيل ، مخاوف الدوائر المعنية المختلفة من أن يكون ذلك مقدمة لتغيير قواعد الاشتباك الاسرائيلي الايراني انطلاقا من الأراضي السورية ، وانعكاسا للتوترات الايرانية الأمريكية في مياه الخليج العربي ، وأن تكون مقدمة لحرب شاملة بين هذه الأطراف.

أيا تكن الأسباب والتداعيات والتحليلات التي نتجت عن التوترات العسكرية الأخيرة الإيرانية الاسرائيلية ، فأن ذلك التوتر العسكري، جاء عملا ملفتا، ولكن ، هل هذه التوترات حدثا عابرا أم مقدمة لانفجار الصراع مع الايراني الاسرائيلي خاصة بعد التوترات البحرية في الخليج العربي؟

وإذا كانت حلف إيران والمقاومة الاسلامية لاعبا أساسيا على الأراضي السورية ، فإنه أولا ليس اللاعب الوحيد ، بل وإن أوراق اللعبة السورية أصبحت كليا أو بشكل رئيسي باليد الروسية ، وهي التي تحدد مسارات الحرب والسلم ، بل وإن خريطة سوريا اليوم ترسم في موسكو.

وموسكو حليف طبيعي ورئيسي للكيان الاسرائيلي ، وهي في نفس الوقت القابضة الرئيسية على خريطة الأحداث في سوريا ، من هنا ، ولأن روسيا تمسك بأوراق اللعبة السورية بشكل رئيسي واستطاعت حماية النظام وإنقاذه كما يؤكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأن تدخلها العسكري المباشر عام 2015 هو من أنقذ النظام ، لا يمكن لروسيا أن تسمح بانزلاق الأوضاع في سوريا إلى درجة الحرب أو الصدام مع كيان الاحتلال .

وإذا كان التوتر العسكري الأخير قد اعتبر حدثا كبيرا وهو كذلك بدون شك، إلا أنه جاء في سياق تبادل الرسائل بين تل أبيب وطهران ، وربما تستمر هذه الرسائل بحدة أحيانا في ظل الحديث عن رسم المصالح والخرائط في منطقة الشرق الأوسط ، إلا أن تلك الرسائل لن تكون مدخلا لحرب شاملة ليس لأطراف اللعبة مصلحة فيها.

فطبول الحرب الواسعة لن تقرع على الحدود السورية مع كيان الاحتلال رغم ارتفاع حدة التوتر العسكري، ولن تقرع أيضا ولو استمرت الغارات الجوية الاسرائيلية على الأماكن الاستراتيجية في سوريا، وإن كانت صراعات تتبادل خلالها الأطراف الرسائل الحربية والأمنية على الأرض العربية ، إلا أن المشاريع الاقتصادية والاستثمارات المالية والأحلام المستقبلية والصراعات الطائفية والمذهبية تجعل الأطراف تنشغل بالمدى المنظور على كل المحاور عدا محور العدو الرئيسي والأساسي وهو الاحتلال الاسرائيلي.

المصدر بيروت نيوز