أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أن المملكة لن تقبل أي ضغط أو تدخل في شأنها الداخلي، موضحاً أن “ميثاق الأمم المتحدة ينص صراحة على سيادة الدول واستقلاليتها التامة”.
وقال ولي العهد السعودي في مقابلة تلفزيونية، الثلاثاء، “إشكالية العالم التي صنعت الحرب العالمية الأولى، والثانية هي التدخل في شؤون الدول حيث أتى هذا الميثاق لعلاج أزمة طويلة من عصور الاستعمار إلى الحرب العالمية الأولى والثانية وحلت بميثاق الأمم المتحدة وأحد أهم ركائزه هي سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وأن أي دولة تقوم بالتدخل في شؤون داخلية لدولة أخرى هذا يعني أنها طعنت في الميثاق الذي حافظ على سلم العالم وأمنه واستقراره بعد الحرب العالمية الثانية والذي جعله يزدهر في 50 إلى 60 سنة الماضية”.
وعن العلاقات مع إيران، أكد الأمير محمد بن سلمان، أن “إيران دولة جارة وكل ما نطمح له أن يكون لدينا علاقة طيبة ومميزة مع إيران”، موضحا أن المملكة لا تريد أن تكون إيران في وضع صعب وبالعكس تريد إيران مزدهرة وتنمو لدينا مصالح فيها ولديهم مصالح في المملكة لدفع المنطقة والعالم للنمو والازدهار”.
وتابع، “إشكاليتنا هي في التصرفات السلبية التي تقوم بها إيران سواء برنامجها النووي أو دعمها لميلشيات خارجة عن القانون في بعض دول المنطقة أو برنامج الصواريخ الباليستية، مبينا أن المملكة تعمل مع الشركاء في المنطقة وفي العالم لإيجاد حلول لهذه الإشكاليات ونتمنى أن نتجاوزها وأن تكون العلاقة طيبة وإيجابية وفيها منفعة للجميع”.
وفي الشأن اليمني، أوضح ولي العهد السعودي، أن “هذه ليست أول أزمة تمر بين السعودية واليمن، حيث أن هناك أزمات مرت على أيام الملك عبدالعزيز وتمت معالجتها، من ثم أتت أزمة أخرى في السبعينات والثمانيات وتمت معالجتها، في التسعينات حتى أتت أزمة 2009 وتمت معالجتها في فترة قصيرة، ومن ثم أتت الأزمة الأخيرة بعدما بات الحوثي يتوسع من 2014 حتى وصل صنعاء في بدايات 2015 ومن ثم انقلب على الشرعية”، مشيراً إلى أن هذا أمر غير قانوني في اليمن وغير قانوني دولياً ولا يوجد أي دولة في العالم تقبل أن تكون ميليشيا على حدودها، ولا أن يكون هناك تنظيم مسلح خارج عن قانون دولة على حدودها، معتبراً أن ذلك أمر غير مقبول في السعودية وفي المنطقة وغير مقبول شرعياً في اليمن.
وأردف، “شاهدنا هذا التصرف ماذا كانت انعكاساته على اليمن، نتمنى أن الحوثي يجلس على طاولة المفاوضات مع جميع الأقطاب اليمنية للوصول إلى حلول تكفل حقوق الجميع في اليمن وتضمن مصالح دول المنطقة”.
وبين الأمير محمد بن سلمان، أن المملكة عرضت وقف إطلاق النار والدعم الاقتصادي لليمن وكل ما يريدونه مقابل وقف إطلاق النار من قبل الحوثي والجلوس على طاولة المفاوضات.
وأشار إلى انه يعتقد أن الحوثي لا شك لديه علاقة قوية بالنظام الايراني، لكن الحوثي في الأخير يمني ولديه نزعته العروبية واليمنية التي أتمنى أن تحيا فيه بشكل أكبر ويراعي مصالحه ومصالح وطنه قبل أي شيء اخر.
وفي سؤال عن ماذا بعد رؤية المملكة 2030، أوضح ولي العهد السعودي، أن “التخطيط مستمر وأن الرؤية تضعنا في موقع متقدم جداً في العالم لكن عام 2040 سوف تكون مرحلة المنافسة عالمياً”.
وأوضح الأمير محمد بن سلمان، أن المواطن السعودي أعظم شيء تملكه السعودية للنجاح، وأنه بدون المواطن لا نستطيع أن نحقق أي شيء من الذي حققناه، إذاً هو غير مقتنع بالذي نعمل فيه واذا هو ليس جاهز لتحمل المصاعب والتحديات واذا لم يكن مستعدا لأن يكون جزءا من هذا العمل سواء كان موظفا حكوميا أو وزيرا أو رجل أعمال أو موظف في القطاع الخاص أو أي مواطن في أي عمل يعمل فيه فأنه بلا شك كل الذي نقوله فقط حبر على ورق، مشيراً إلى أن الخوف غير موجود في قانون السعودية.