“التوتر” يخيّم على الإسرائيليين ومخاوف من “سيناريو 2014″…القوات تحتشد قرب غزة

13 مايو 2021
“التوتر” يخيّم على الإسرائيليين ومخاوف من “سيناريو 2014″…القوات تحتشد قرب غزة

نشرت إسرائيل، الخميس، دبابات ومدرعات على طول الحدود مع قطاع غزة، حيث يتواصل التصعيد الدامي لليوم الرابع بين قطاع غزة وإسرائيل التي تواجه في الداخل جبهة أخرى تتمثل في مواجهات في المدن المختلطة اليهودية العربية.

وتعيد هذه الخطوة الإسرائيلية للأذهان توغلات مماثلة تمت خلال حربين دارتا في 2008-2009 وفي 2014.

ولا مؤشرات تهدئة في الأفق بعد، رغم كل الدعوات الدولية إلى خفض التوتر الأخطر من حرب العام 2014.

وارتفعت حصيلة الضحايا إلـى 103 بينهـم 27 طفلا و11 سيدة إضافـة إلـى 580 أصيبوا بجروح مختلفـة وفق وزارة الصحة في غزة، بينما قتل سبعة أشخاص في الجانب الإسرائيلي بينهم طفل وجندي، ومئات الجرحى.

وبينما تواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس، شاهد صحفيون في وكالة فرانس برس دبابات ومدرعات تتجمع قرب الحاجز الحدودي الذي يفصل غزة عن الأراضي الإسرائيلية.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس لوكالة فرانس برس: “نحن جاهزون، ونواصل الاستعداد لسيناريوهات مختلفة”.

من جهته، ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تفقد الخميس موقع بطارية لمنظومة “القبة الحديدية” المضادة للصواريخ في وسط البلاد: “سيستغرق الأمر وقتًا، لكننا سنعيد الاطمئنان إلى إسرائيل”.

وأعلنت حركة حماس، الخميس، إطلاق صاروخ “عياش 250” الذي يبلغ مداه أكثر من 250 كلم في اتجاه مطار رامون في جنوب إسرائيل والذي يعتبر ثاني أكبر مطار في الدولة العبرية، وذلك ردا على مقتل عدد من قادتها الأربعاء و”نصرة للمسجد الأقصى”، وفق بيان صادر عنها.

ودعت حماس “شركات الطيران العالمية إلى وقفٍ فوريٍ لرحلاتها إلى أي مطار في نطاق جغرافيا فلسطين المحتلة”.

ولم يعرف مكان سقوط الصاروخ وما إذا كان تسبب بأضرار، بعد أن ذكرت حماس أن “قدرته التدميرية كبيرة”.
مشهد جديد من “الخراب”

في قطاع غزة، خرج بعض السكان صباح اليوم الأول من عيد الفطر إلى الشوارع ليروا مشهدًا مأسويًّا جديدًا من الخراب بعد أن دمرت الغارات الإسرائيلية أبنية كاملة، وألحقت أضرارًا جسيمة بالطرق وبأبنية أخرى.

ودوّت الخميس مجددًا صفارات الإنذار في مدن إسرائيلية قريبة من قطاع غزة، مؤذنة بسقوط صواريخ جديدة، بعد أن طالت تلك التي أطلقتها حماس ومجموعات أخرى خلال الأيام الماضية مدينة تل أبيب وأقصى شمال الدولة العبرية.

وبلغ عدد الصواريخ التي انطلقت من القطاع حتى الآن، بحسب الجيش الإسرائيلي، أكثر من 1600. بينما نفذ الجيش الإسرائيلي 600 ضربة على القطاع المحاصر الذي يقطنه قرابة مليوني شخص.

وفي أول أيام عيد الفطر، أدى نحو مئة ألف مسلم الصلاة في المسجد الأقصى، وقد علّق عدد من الذين أموا المسجد صورا لقادة حماس وأعلاما لها في محيط المسجد، بينها واحدة لرئيس المكتب السياسي في حماس إسماعيل هنية كتبت عليها عبارة “كفى لعبا بالنار. القدس خط أحمر”.

وكانت حماس أطلقت أول دفعة من الصواريخ، الاثنين، بعد أيام من مواجهات بين قوى الأمن الإسرائيلية وفلسطينيين في القدس الشرقية، لا سيما في محيط المسجد الأقصى على خلفية تهديد عائلات فلسطينية بإخلاء منازلها في حي الشيخ جراح في القدس لصالح مستوطنين يهود.

وأسفرت تلك المواجهات عن إصابة أكثر من 900 شخص بجروح.

تحركات دولية

وفي مواجهة استمرار التصعيد، يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا طارئًا ثالثًا حول المسألة الجمعة. وخلال أول اجتماعين عبر الفيديو عقدا في جلستين مغلقتين، عارضت الولايات المتحدة تبني إعلان مشترك يدعو إلى وقف التصعيد، معتبرة أنه “يأتي بنتائج عكسية” في هذه المرحلة، كما قال دبلوماسيون.

وأعربت الصين التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، الخميس، عن “قلقها العميق” إزاء التصعيد.

وقالت إن بيانا مشتركًا يدعو إلى وقف الاشتباكات جاهز لكن بعض الدول “تعرقل” تبني النص.

وأعلنت واشنطن إرسال مبعوث إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية للحث على “وقف التصعيد”، في حين دعت موسكو إلى اجتماع طارئ للجنة الرباعية حول الشرق الأوسط التي تضم الاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة.

ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الخميس، الإسرائيليين والفلسطينيين إلى وضع حد للاشتباكات الدامية المتواصلة، وفق الكرملين.

توتر داخل إسرائيل

وأثارت التطورات الأخيرة غضبًا بين عرب الداخل الإسرائيلي الذين خرجوا للاحتجاج، واصطدموا غالبًا مع متطرفين يهود أو مع القوى الأمنية.

وتخللت المواجهات أعمال شغب وتحطيم وإحراق سيارات. ولم تشهد هذه المناطق أعمال عنف كهذه منذ سنوات طويلة.

وأمر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الخميس، بإرسال “تعزيزات مكثفة” من القوى الأمنية إلى هذه المدن.

وقال في بيان: “نحن في وضع طوارئ بسبب العنف الوطني، ومن الضروري الآن تعزيز القوات بكثافة على الأرض، وسيتم إرسالها فورًا لتطبيق القانون والنظام”.

وكانت المواجهات تأججت ليل الثلاثاء الأربعاء في مدينة اللد المختلطة بعد مقتل عربي بالرصاص، واتهم العرب يهوديًّا يمينيًّا متطرفًا بقتله.

ويتهم العرب الشرطة بعدم تدخلها لحمايتهم، لكن المتحدث باسمها ميكي روزنفيلد أكد أن الشرطة “تمنع حدوث مذابح بكل ما تعنيه الكلمة من معنى”.

وبحسب المتحدث باسم الشرطة، تم استدعاء حوالى ألف عنصر من شرطة الحدود للعمل على الحد من العنف، وتم اعتقال أكثر من 400 شخص.

المصدر: سكاي نيوز